والمراد هنا الثّاني. كذا ذكره موسى بن عقبة في " المغازي " , وكذا رواه الطّبريّ من وجهٍ آخر عن أنس.
ووقع عند عبد الرّزّاق من حديث أبي هريرة بإسنادٍ ساقطٍ " أنّهم من بني فزارة ". وهو غلطٌ؛ لأنّ بني فزارة من مضر لا يجتمعون مع عكلٍ ولا مع عرينة أصلاً.
وذكر ابن إسحاق في " المغازي ": أنّ قدومهم كان بعد غزوة ذي قردٍ , وكانت في جمادى الآخرة سنة ستّ. وذكرها البخاري بعد الحديبية , وكانت في ذي القعدة منها.
وذكر الواقديّ: أنّها كانت في شوّالٍ منها , وتبعه ابن سعد وابن حبّان وغيرهما. والله أعلم.
وللبخاري في " المحاربين " من طريق وهيب عن أيّوب " أنّهم كانوا في الصّفّة قبل أن يطلبوا الخروج إلى الإبل ".
قوله: (فاجتووا المدينة) زاد في رواية يحيى بن أبي كثير قبل هذا " فأسلموا " , وفي رواية أبي رجاء قبل هذا " فبايعوه على الإسلام ".
قال ابن فارس: اجتويت البلد إذا كرهت المقام فيه , وإن كنت في نعمة. وقيّده الخطّابيّ بما إذا تضرّر بالإقامة , وهو المناسب لهذه القصّة.
وقال القزّاز: اجتووا. أي: لَم يوافقهم طعامها.
وقال ابن العربيّ: الجوى داء يأخذ من الوباء. وفي روايةٍ أخرى يعني رواية أبي رجاء المذكورة " استوخموا " قال: وهو بمعناه.
وقال غيره: الجوى داء يصيب الجوف.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute