قوله:(بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة) أي: التي كانت بيعة الرضوان تحتها , وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية: أنتم خير أهل الأرض , وكنا ألفا وأربع مائة، ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة ".
وهذا صريحٌ في فضل أصحاب الشّجرة , فقد كان من المسلمين إذ ذاك جماعةٌ بمكّة وبالمدينة وبغيرهما.
وعند أحمد بإسنادٍ حسنٍ عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: لَمَّا كان بالحديبية , قال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: لا توقدوا ناراً بليلٍ , فلمّا كان بعد ذلك , قال: أوقدوا واصطنعوا , فإنّه لا يدرك قومٌ بعدكم صاعكم ولا مدّكم.
وعند مسلمٍ من حديث جابرٍ مرفوعاً: لا يدخل النّارَ من شهد بدراً والحديبية. وروى مسلمٌ أيضاً من حديث أمّ مبشّرٍ , أنّها سمعت النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا يدخل النّار أحدٌ من أصحاب الشّجرة.
وكان السّبب في البيعة تحت الشّجرة. ما ذكر ابن إسحاق قال: حدّثني عبد الله بن أبي بكر بن حزمٍ , أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلغه أنّ عثمان قد قتل فقال: لئن كانوا قتلوه لأناجزنّهم، فدعا النّاس إلى البيعة