للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: ولا يتعيّن ذلك، بل الذي يظهر أنّ قوله " كتب أبي " أي: أمر بالكتابة، وقوله " وكتبت له " أي: باشرت الكتابة التي أمر بها، والأصل عدم التّعدّد.

ويؤيّده قوله في المتن المكتوب " إنّي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " , فإنّ هذه العبارة لأبي بكرة لا لابنه عبد الرّحمن، فإنّه لا صحبة له.

وذكر البخاريّ في " تاريخه " وابن سعدٍ , أنّ عبد الرّحمن كان أوّل مولودٍ ولد بالبصرة بعد أن بنيت , وأرخها ابنُ زيدٍ سنة أربع عشرة , وذلك في أوائل خلافة عمر - رضي الله عنه -.

قوله: (وهو قاضٍ بسجستان) هي جملة حاليّة , وسجستان بكسر المهملة والجيم على الصّحيح بعدهما مثنّاة ساكنة , وهي إلى جهة الهند بينها وبين كرمان مائة فرسخ منها أربعون فرسخاً مفازة ليس فيها ماء.

ويُنسب إليها سجستانيّ وسجزتيّ بزايٍ بدل السّين الثّانية والتّاء وهو على غير قياس. وسجستان لا تصرف للعلميّة والعجمة , أو زيادة الألف والنّون.

قال ابن سعد في " الطّبقات ": كان زياد في ولايته على العراق قرّب أولاد أخيه لأمّه أبي بكرة وشرّفهم وأقطعهم , وولَّى عبيد الله بن أبي بكر سجستان، قال: ومات أبو بكرة في ولاية زياد.

قوله: (أن لا تحكم بين اثنين وأنت غضبان) وللبخاري " أن لا تقضي بين اثنين وأنت غضبان ".

<<  <  ج: ص:  >  >>