ووقع في رواية داود بن عيسى عن سعيد بن مسروق في البخاري " فانطلق ناسٌ من سرعان النّاس فذبحوا ونصبوا قدورهم , قبل أن يُقسَم " , وفي رواية الثّوريّ " فأغلوا القدور " , أي: أوقدوا النّار تحتها حتّى غلت.
وفي رواية زائدة عن عمر بن سعيد بن مسروق عن أبيه عند أبي نعيم في " المستخرج على مسلم " وساق مُسلم إسنادها " فعجّل أوّلهم فذبحوا ونصبوا القدور ".
قوله:(فأمر بالقدور) وللبخاري " فدفع النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إليهم فأمر .. " دفع - بضمّ أوّله - على البناء للمجهول، والمعنى أنّه وصل إليهم.
ووقع في رواية زائدة عن سعيد بن مسروق " فانتهى إليهم " أخرجه الطّبرانيّ.
قوله:(فأمر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالقدور فأكفئت) بضمّ الهمزة وسكون الكاف. أي: قلبت وأفرغ ما فيها.
وقد اختلف في هذا المكان في شيئين:
أحدهما: سبب الإراقة
الثّاني: هل أتلف اللحم أم لا؟
فأمّا الأوّل: فقال عياض: كانوا انتهوا إلى دار الإسلام والمحلّ الذي لا يجوز فيه الأكل من مال الغنيمة المشتركة إلَّا بعد القسمة، وأنّ محلّ جواز ذلك قبل القسمة إنّما هو ما داموا في دار الحرب.
قال: ويحتمل أنّ سبب ذلك كونهم انتهبوها، ولَم يأخذوها