للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العدوّ , وهو يفضي إلى المحبوب؟

وحاصل الجواب:

أنّ حصول الشّهادة أخصّ من اللقاء , لإمكان تحصيل الشّهادة مع نصرة الإسلام ودوام عزّه بكسرة الكفّار، واللقاء قد يفضي إلى عكس ذلك فنهى عن تمنّيه , ولا ينافي ذلك تمنّي الشّهادة.

أو لعلَّ الكراهيةَ مختصّة بمن يثق بقوّته ويعجب بنفسه ونحو ذلك.

قال ابن بطّال: حكمة النّهي. أنّ المرء لا يعلم ما يئول إليه الأمر، وهو نظير سؤال العافية من الفتن، وقد قال الصّدّيق: لأَنْ أُعافى فأشكر أحبّ إليّ من أن أُبتلى فأصبر. (١)

وقال غيره: إنّما نهى عن تمّني لقاء العدوّ لِمَا فيه من صورة الإعجاب والإتكال على النّفوس والوثوق بالقوّة وقلة الاهتمام بالعدوّ، وكلّ ذلك يباين الاحتياط والأخذ بالحزم.

وقيل: يُحمل النّهي على ما إذا وقع الشّكّ في المصلحة أو حصول


(١) الظاهر أنه عنى أبا بكر الصدّيق الصحابي. ولَم أره عنه.
وإنما جاء عن مطرف بن عبد الله بن الشخير. أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (٧/ ١١٥) ومعمر بن راشد في " جامعه " (٢٠٤٦٨) والبيهقي في " الشعب " (٦/ ٢٥٠) بسند صحيح.
وروى الطبراني في " الأوسط " (٣/ ٢٦٥) وأبو نعيم في " الطب " (١١٢) والعُقيلي في " الضعفاء " (١/ ٤٥) عَن أَبِي الدرداء أنه قال: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي. لأنْ أُعافى فأشكر أحب إلي من أن أُبتلى فأصبر , فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ورسول الله معك يحب العافية.
وفيه إبراهيم بن البراء بن النضر. قال العقيلي: يحدث عن الثقات بالبواطيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>