للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويمكن تخريجه على ما قاله الخطّابيّ: الأبارقة جمع إبريق , وسمّي السّيف إبريقاً فهو إفعيل من البريق، ويقال: أبرق الرّجل بسيفه. إذا لمع به والبارقة اللمعان.

قال ابن المنير: كأنّ البخاريّ (١) أراد أنّ السّيوف لمَّا كانت لها بارقة , كان لها أيضاً ظلّ.

قال القرطبيّ: وهو من الكلام النّفيس الجامع الموجز المشتمل على ضروب من البلاغة مع الرّجازة وعذوبة اللفظ، فإنّه أفاد الحضّ على الجهاد والإخبار بالثّواب عليه والحضّ على مقاربة العدوّ واستعمال السّيوف والاجتماع حين الزّحف حتّى تصير السّيوف تظلّ المتقاتلين.

وقال ابن الجوزيّ: المراد أنّ الجنّة تحصل بالجهاد. والظّلال جمع ظلّ. وإذا تدانى الخصمان صار كلّ منهما تحت ظلّ سيف صاحبه لحرصه على رفعه عليه , ولا يكون ذلك إلَّا عند التحام القتال.

قوله: (ثمّ قال: اللهمّ منزل الكتاب .. الأحزاب) أشار بهذا الدّعاء إلى وجوه النّصر عليهم، فبالكتاب إلى قوله تعالى {قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم}.

وبمجري السّحاب إلى القدرة الظّاهرة في تسخير السّحاب حيث يحرّك الرّيح بمشيئة الله تعالى، وحيث يستمرّ في مكانه مع هبوب


(١) بوب عليه في كتاب الجهاد (باب الجنة تحت بارقة السيوف).
قال ابن حجر: هو من إضافة الصفة إلى الموصوف , وقد تطلق البارقة ويراد بها نفس السيف. فتكون الإضافة بيانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>