على الجلاء فأجلاهم إلى الشّام، وكانوا من سبْط لَم يصبهم جلاء فيما خلا، وكان الله قد كتب عليهم الجلاء , ولولا ذلك لعذّبهم في الدّنيا بالقتل والسّباء. وقوله (لأوّل الحشر) فكان جلاؤهم أوّل حشرٍ. حشراً في الدّنيا إلى الشّام.
واتّفق أهل العلم على أنّها نزلت في هذه القصّة، قاله السّهيليّ.
قال: ولَم يختلفوا في أنّ أموال بني النّضير كانت خاصّة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وأنّ المسلمين لَم يوجفوا بخيلٍ ولا ركاب , وأنّه لَم يقع بينهم قتال أصلاً.
قال البخاري: وجعله ابن إسحاق بعد بئر معونة وأحدٍ.
وقد ذكر ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيره من أهل العلم , أنّ عامر بن الطّفيل أعتق عمرو بن أُميَّة لَمَّا قتل أهل بئر معونة عن رقبة كانت على أمّه، فخرج عمرو إلى المدينة فصادف رجلين من بني عامر معهما عقد وعهد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَم يشعر به عمرو، فقال لهما عمرو: ممّن أنتما؟ فذكرا أنّهما من بني عامر فتركهما حتّى ناما فقتلهما عمرو وظنّ أنّه ظفر ببعض ثأر أصحابه، فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك , فقال: لقد قتلت قتيلين لأودينّهما. انتهى
وخبرُ غزوة بئر معونة بعد غزوة أحد، وفيها عن عروة , أنّ عمرو بن أُميَّة الضّمريّ كان مع المسلمين، فأسره المشركون.
قال ابن إسحاق: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني النّضير يستعينهم في ديتهما فيما حدّثني يزيد بن رومان، وكان بين بني النّضير وبني