للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (رجلٌ من الأنصار غلاماً له) وللبخاري " أعتق رجلٌ منّا عبداً له عن دبرٍ " لَم يقع واحدٌ منهما مسمّىً في شيءٍ من طرق البخاريّ.

وفي رواية مسلم من طريق أيّوب عن أبي الزّبير عن جابر , أنّ رجلاً من الأنصار يقال له أبو مذكور , أعتق غلاماً له عن دبر يقال له يعقوب " , ففيه التّعريف بكلٍّ منهما.

وله من رواية الليث عن أبي الزّبير " أنّ الرّجل كان من بني عذرة "، وكذا للبيهقيّ من طريق مجاهد عن جابر، فلعله كان من بني عذرة. وحالف الأنصار.

ولمسلم من طريق سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر بلفظ: دبّر رجلٌ من الأنصار غلاماً له. لَم يكن له مال غيره فباعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاشتراه ابن النّحّام (١) عبداً قبطيّاً مات عام أوّل في إمارة ابن الزّبير.


(١) قال في " الفتح " (٧/ ٤٩٧): هو نعيم بن عبد الله , والنحام بالنون والحاء المهملة الثقيلة عند الجمهور، وضبطه ابن الكلبي , بضم النون وتخفيف الحاء، ومنعه الصغاني، وهو لقب نعيم.
وظاهر الرواية أنه لقب أبيه. قال النووي: وهو غلطٌ. لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: دخلت الجنة فسمعتُ فيها نحمة من نعيم. انتهى. وكذا قال ابن العربي وعياض وغير واحد.
لكن الحديث المذكور من رواية الواقدي وهو ضعيف، ولا ترد الروايات الصحيحة بمثل هذا، فلعل أباه أيضاً كان يقال له النحام. والنّحْمة بفتح النون وإسكان المهملة: الصوت , وقيل: السعلة , وقيل: النحنحة.
ونعيم المذكور. هو ابن عبد الله بن أسيد بن عبد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي، وأسيد وعبيد وعويج في نسبه مفتوح أول كل منها، قرشي عدوي أسلم قديماً قبل عمر. فكتم إسلامه، وأراد الهجرة فسأله بنو عدي أنْ يُقيم على أيِّ دينٍ شاء , لأنه كان ينفق على أراملهم وأيتامهم ففعل، ثم هاجر عام الحديبية ومعه أربعون من أهل بيته، واستشهد في فتوح الشام زمن أبي بكر أو عمر. وروى الحارث في مسنده بإسناد حسن , أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سَمَّاه صالحاً، وكان اسمه الذي يعرف به نعيماً.

<<  <  ج: ص:  >  >>