(٢) قال العلامة الشنقيطي في " أضواء البيان " (٣/ ١٦): في قوله: {حصيراً} وجهان من التفسير معروفان عند العلماء، كلٌ منهما يشهد لمعناه قرآن. وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك: أنَّ الآية قد يكون فيها وجهان أو أوجه، وكلها صحيح , ويشهد له قرآن ; فنورد جميع ذلك لأنه كله حق: الأول: أنَّ الحصير: المحبس والسجن ; من الحصر وهو الحبس. قال الجوهري: يقال حصره يحصره حصراً: ضيق عليه، وأحاط به. وهذا الوجه يدلُّ له قوله تعالى: {وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين دعوا هنالك ثبوراً}، ونحو ذلك من الآيات. الوجه الثاني: أنَّ معنى حصيراً ; أي: فراشاً ومهاداً، من الحصير الذي يفرش ; لأنَّ العرب تسمي البساط الصغير حصيراً. قال الثعلبي: وهو وجهٌ حسنٌ. ويدلُّ لهذا الوجه قوله تعالى: {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} الآية، ونحو ذلك من الآيات. والمهاد: الفراش. انتهى