قوله:(كانوا يفتتحون الصّلاة) أي: القراءة في الصّلاة، وكذلك رواه ابن المنذر والجوزقيّ وغيرهما من طريق أبي عمر الدّوريّ - وهو حفص بن عمر شيخ البخاريّ - فيه عن شعبة بلفظ " كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله ربّ العالمين " , وكذلك رواه البخاريّ في " جزء القراءة خلف الإمام " عن عمرو بن مرزوق عن شعبة , وذكر أنّها أبين من رواية حفص بن عمر.
قوله:(بالحمد لله ربّ العالمين) بضمّ الدّال على الحكاية.
واختلف في المراد بذلك:
فقيل: المعنى كانوا يفتتحون بالفاتحة، (١) وهذا قول من أثبت البسملة في أوّلها.
وتعقّب: بأنّها إنّما تسمّى الحمد فقط.
وأجيب: بمنع الحصر، ومستنده ثبوت تسميتها بهذه الجملة وهي " الحمد لله ربّ العالمين " في صحيح البخاريّ من حديث أبي سعيد بن المعلى , أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال له: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن. فذكر الحديث. وفيه قال " الحمد لله ربّ العالمين , هي السّبع المثاني ".
وقيل: المعنى كانوا يفتتحون بهذا اللفظ تمسّكاً بظاهر الحديث، وهذا قول من نفى قراءة البسملة، لكن لا يلزم من قوله " كانوا
(١) حكاه ابن حجر في الفتح في " تفسير أم الكتاب " عن الشافعي.