ولمسلم " إحدى صلاتي العشيّ، إمّا الظّهر وإمّا العصر ".
والظّاهر أنّ الاختلاف فيه من الرّواة.
وأبعد مَن قال: يحمل على أنّ القصّة وقعت مرّتين.
بل روى النّسائيّ من طريق ابن عونٍ عن ابن سيرين , أنّ الشّكّ فيه من أبي هريرة ولفظه: صلَّى - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشيّ , قال أبو هريرة: ولكنّي نسيتها.
فالظّاهر أنّ أبا هريرة رواه كثيراً على الشّكّ، وكان ربّما غلب على ظنّه أنّها الظّهر فجزم بها، وتارةً غلب على ظنّه أنّها العصر فجزم بها.
وطرأ الشّكّ في تعيينها أيضاً على ابن سيرين , وكان السّبب في ذلك الاهتمام بما في القصّة من الأحكام الشّرعيّة.
ولَم تختلف الرّواة في حديث عمران في قصّة الخرباق , أنّها العصر.
فإن قلنا: إنّهما قصّةٌ واحدةٌ فيترجّح رواية من عيّن العصر في حديث أبي هريرة.
قوله:(فقام إلى خشبةٍ معروضةٍ في المسجد) أي: موضوعة بالعرض , وللبخاري " في مقدم المسجد " أي: في جهة القبلة.
قوله:(فاتّكأ عليها) وللبخاري " فوضع يده عليها " , ولمسلمٍ من طريق ابن عيينة عن أيّوب " ثمّ أتى جذعاً في قبلة المسجد فاستند إليها مغضباً ".
ولا تنافي بين هذه الرّوايات , لأنّها تحمل على أنّ الجذع قبل اتّخاذ المنبر كان ممتدّاً بالعرض، وكأنّه الجذع الذي كان - صلى الله عليه وسلم - يستند إليه قبل