زعم عطاء، أنَّ جابر بن عبد الله زعم , أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أتي .. ".
وهذا الحديث الثّاني كان متقدّماً على الحديث الأوّل بستّ سنين، لأنّ الأوّل في حديث ابن عمر في البخاري وغيره , أنّه وقع منه - صلى الله عليه وسلم - في غزوة خيبر - وكانت سنة سبع - وهذا وقع في السّنة الأولى عند قدومه - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة , ونزوله في بيت أبي أيّوب الأنصاريّ كما سأبيّنه.
قوله:(بقدرٍ) بكسر القاف وهو ما يطبخ فيه، ويجوز فيه التّأنيث والتّذكير، والتّأنيث أشهر، لكنّ الضّمير في قوله " فيه خُضَرات " يعود على الطّعام الذي في القدر، فالتّقدير أتي بقدرٍ من طعام فيه خُضَرات، ولهذا لَمّا أعاد الضّمير على القدر أعاده بالتّأنيث حيث قال " فأخبر بما فيها " وحيث قال " قرّبوها "
وللبخاري في الاعتصام حدثنا أحمد بن صالح عن ابن وهب فقال " أتي ببدر " فخالف سعيدَ بن عفير في هذه اللفظة فقط , وشاركه في سائر الحديث عن ابن وهب بإسناده المذكور , وفيه قول ابن وهب " يعني: طبقاً فيه خضرات "، وكذا أخرجه أبو داود عن أحمد بن صالح، لكن أخّر تفسير ابن وهب فذكره بعد فراغ الحديث. وأخرجه مسلم عن أبي الطّاهر وحرملة كلاهما عن ابن وهب فقال " بقدرٍ " بالقاف.
ورجّح جماعةٌ من الشّرّاح روايةَ أحمد بن صالح لكون ابن وهب فسّر " البدر " بالطّبق فدلَّ على أنّه حدّث به كذلك.
وزعم بعضهم أنّ لفظة " بقدرٍ " تصحيف , لأنّها تشعر بالطّبخ ,