للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيهما في سياق غيره , وهو يقتضي المغايرة.

قوله: (إذا قعد أحدكم في الصّلاة , فليقل) في رواية لهما " فإذا صلَّى أحدكم فليقل " , وللنّسائيّ من طريق أبي الأحوص عن عبد الله: كنّا لا ندري ما نقول في كلّ ركعتين، وإنّ محمّداً علم فواتح الخير وخواتمه , فقال: إذا قعدتم في كلّ ركعتين فقولوا. وله من طريق الأسود عن عبد الله. فقولوا: في كلّ جلسة.

ولابن خزيمة من وجه آخر عن الأسود عن عبد الله: علَّمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التّشهّد في وسط الصّلاة وفي آخرها , وزاد الطّحاويّ من هذا الوجه في أوّله " وأخذت التّشهّد من في رسولِّ الله - صلى الله عليه وسلم - ولقّننيه كلمة كلمة ".

وللشيخين عن أبي معمر عن ابن مسعود: علَّمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التّشهّد , وكفّي بين كفّيه كما يعلمني السّورة من القرآن.

واستدل بقوله " فليقل " على الوجوب خلافاً لمن لَم يقل به كمالكٍ.

وأجاب بعض المالكيّة: بأنّ التّسبيح في الرّكوع والسّجود مندوب، وقد وقع الأمر به في قوله - صلى الله عليه وسلم - لَمّا نزلت (فسبّح باسم ربّك العظيم) " اجعلوها في ركوعكم .. الحديث " (١) , فكذلك التّشهّد.


(١) أخرجه الإمام أحمد (٤/ ١٥٥) وأبو داود (٨٦٩) وابن ماجه (٨٨٧) والطحاوي في " شرح المعاني " (١/ ١٣٨) والحاكم (١/ ٢٢٥ , ٢/ ٤٧٧) والبيهقي (٢/ ٨٦) وابن حبان (١٨٩٨) من طريق موسى بن أيوب الغافقي، قال: سمعت عمي إياس بن عامر يقول: سمعت عقبة بن عامر الجهني، يقول: لَمَّا نزلت {فسبح باسم ربك العظيم} [الواقعة: ٧٤]، قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اجعلوها في ركوعكم , فلمَّا نزلت: {سبح اسم ربك الأعلى} [الأعلى: ١]، قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اجعلوها في سجودكم.
وزاد أبو داود من وجه آخر عن موسى: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع , قال: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثاً، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثاً.
قال أبو داود: وهذه الزيادة نخاف أن لا تكون محفوظة.
قلتُ: ومدار الحديث على إياس. وقد وثَّقه ابن حبان , وقال العجلي: لابأس به. وصحَّح ابن خزيمة والحاكم حديثه هذا. وذكره ابن أبي حاتم ولَم يذكر فيه شيئاً , وقال ابن حجر في التقريب: صدوق. وقال الذهبي: ليس بالمعروف.

<<  <  ج: ص:  >  >>