يقولون: عرفت ما فعلت، أي سأجزيك وفي التفسير قصة} والمرسلات عرفًا {[المرسلات: ١] هم الملائكة ترسل بالمعروف. فعرفًا حال، أي ذات عرفٍ. وقيل: معنى عرفًا: متتابعًة من عرف الفرس والديك لتتابع شعره. ومنه: جاءت القطا عرفًا أي متابعًة. وقوله:} وقولوا لهم قولاً معروفًا {[النساء: ٥] أي علموهم وعرفوهم طرق الرشاد وأسباب الخير، فهذا هو القول المعروف. وقيل: لا تواجهوهم بمنع الأموال بكلامٍ شينٍ بل برد جميلٍ بأن تقولوا: إذا رشدتم دفعنا إليكم الأموال. وقيل: ما يوجبه الدين والملة بتصريحٍ وبيانٍ.
وقوله:} وصاحبهما في الدنيا معروفًا {[لقمان: ١٥] قال ابن عرفة: المعروف ما عرف من طاعة الله والمنكر ما خرج عنها، وهذا يقرب من الإجمال. ومراد الآية أن يصحبًا وهما كافران بالإحسان إليهما من نفقةٍ عليهما، ومراعاة لجانبهما، مما يتعلق بالأمور الدنيوية كقوله تعالى:} وبالوالدين إحسانًا {[البقرة: ٨٣]} فلا تقل لهما أفً {[الإسراء: ٢٣] فهذا عام في المسلمين والكافرين إلا أن يأمروا بمعصيةٍ فلا سمع ولا طاعة، وهم وغيرهم في ذلك سواء، وقد قال تعالى:} وإن جاهداك على أن تشرك {[لقمان: ١٥] قوله:} تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله {[آل عمران: ١١٠] هذه الأشياء تفسير للخيرية المذكورة في قوله تعالى:} كنتم ير أمةٍ أخرجت للناس {[آل عمران: ١١٠] والمعروف: اسم لكل فعلٍ يعرف بالعقل والشرع حسنه، والمنكر: ما ينكرهما ومن ثم قيل للاقتصاد في الجود معروف لما كان مستحسنًا شرعًا وعقلاً. وقوله:} وللمطلقات متاع بالمعروف {[البقرة: ٢٤١] أي بالاقتصاد من غير إسرافٍ فيضر بالزوج، ولا تقتير فيضر بالمرأة قوله:} قول معروف ومغفرة خير من صدقةٍ يتبعها أذى {[البقرة: ٢٦٣] أي رد للفقير بقول جميلٍ نحو: فتح الله عليك، وسع الله عليك، أعفاك الله، خير من أن تعطي شيئًا فتمن به وتقرع وتوبخ كصدقة غالب أهل زماننا.
قوله تعالى:} خذ العفو وأمر بالعرف {[الأعراف: ١٩٩] أي بالمعروف وفي