للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي لا تبلغ الحدود مستشفعًا فيهم شفعه الله في الآخرة في أهل التوحيد، وكان عنده وجيهًا كما كان عنده في الدنيا وجيهًا عند الناس. قال ابن العباس: سألت ابن الأعرابي عنه فقال: روى الشعبي أن ابن عباسٍ قال: يأتي أصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم وتبقى حسناتهم جامًة فيعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته فتزيد حسناته فيغفر له فيدخل الجنة.

وفي الحديث: "تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة" أي أطعه واحفظه في أمره ونهيه يجازك بذلك، فسماه تعرفًا على المقابلة وهو كثير. ومن كلام عمر رضي الله عنه: "أطردنا المعترفين" قال القتيبي: أحسبه الذين يقرون على أنفسهم وشبهه، كأنه كره لهم ذلك وأحب الستر على أنفسهم ونعم ما أوجب رضي الله عنه فإن العلماء نصوا على أن الذنب المتعلق بينه وبين ربه أن يستره على نفسه ويتوب منه. وإن تعلق بغيره فيؤديه إليه ويستر على نفسه ما أمكنه. وإذا أحسن إلى غيره بالستر عليه فإحسانه إلى نفسه ما أمكنه. وإذا أحسن على غيره بالستر عليه فإحسانه إلى نفسه بذلك أولى. وفي الحديث: "إن الله يقول لعباده: من تعبدون؟ فيقولون: نعبد الله سبحانه. فيقول: هل تعرفون ربكم؟ فيقولون: إذا اعترف لنا عرفناه" قال الأزهري: معناه إذا تحقق.

ع ر م:

قوله تعالى:} فأرسلنا عليهم سيل العرم {[سبأ: ١٦] قيل: العرم: اسم الوادي. وقيل: اسم الخلد الذي نقب السد حتى فتح وسال ماؤه فغرق ديارهم وأهلك بساتينهم. وقيل: العرم: المسناة. قال ابن الأعرابي: العرم من أسماء الفأرة. ومنه قولهم في المثل: "لا يعرف الهر من البر" والهر: السنور والبر الفأرة. وقيل: العرم: المطر

<<  <  ج: ص:  >  >>