للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما ذكر الأبواب ناسب تضعيف الفعل، وقد يكون التضعيف لتكرير الفعل وإن كان المحل واحدًا نحو: غلقت: إذا غلقته مرارًا. وقد يكون للمبالغة، فيقال: ذبحت الكبش، بالمعنى الثالث دون الأولين. والمغلق والمغلاق والغلق: لما يغلق به. وقيل: لما يفتح به، لكن إذا اعتبر بالإغلاق يقال له مغلق ومغلاق. وإذا اعتبر بالفتح يقال له مفتح ومفتاح. وغلق الرهن غلوقًا، أي لم يوجد له مخلص. وانشد لزهيرٍ: [من البسيط]

١١٤٠ - وفارقتك برهنٍ لا فكاك له ... يوم الوداع وأمسى الرهن قد غلقا

وفي الحديث: "لا يغلق الرهن" اختلف في تفسيره؛ فقيل: لا يستحقه مرتهنة إذا لم يرد الراهن ما رهنه فيه، وكان هذا فعل الجاهلية. وفي المثل: "أهون من قعيس على عمته"، وذلك أنه رهنته عمته على جرزةٍ بقل، فطولبت فقالت: قد غلق الرهن. وهذا هو تفسير المعظم. وقال عمرو عن أبيه: الغلق: الهلاك. وفي كتاب عمر إلى أبي موسى: "إياك والغلق"؛ قال المبرد: الغلق: ضيق الصدر وقلة الصبر. وفي الحديث: "رجل ارتبط فرسًا ليغالق عليها" أب ليراهن. والمغالق: سهام الميسر، وأحدها مغلق. وفيه: "لا طلاق في إغلاق" اختلف في تفسيره؛ أي في إكراهٍ. وكانوا يغلقون الباب على الرجل ويضيفون عليه حتى يطلق. وقيل: معناه لا تغلق الطليقات في دفعةٍ واحدة حتى لا يبقى منها شيء. وفيه أيضًا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمن واثق نفسه وأغلق ظهره. وغلق ظهر البعير: إذا دبر. وأغلقه صاحبه: إذا أثقل حمله حتى يدبر.

قوله تعالى: {وما كان لنبي أن يغل} [آل عمران:١٦١] قرئ "يغل" مبنيًا للفاعل، أي يخون؛ يقال: غل الجازر من اللحم: إذا خان وسرق منه. وفي الحديث: "لا

<<  <  ج: ص:  >  >>