للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمسسككم ويرد قواكم لأنه سبب رزقكم.

والقيام والقوام: ما تقوم به بينة الإنسان، وما يقوم به الشيء كالسناد. والعماد اسم لما يسند به ويعمد به.

والقوام بالفتح ما هو متوسط بين رتبتين، كقوله تعالى: {وكان بين ذلك قوامًا} [الفرقان: ٦٧]. قوله: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس} [المائدة: ٩٧] بمعنى قوامًا لهم في أمور دنياهم ودينهم، فهي تقوم بأمورهم في معاشهم ومعادهم. وقال الأصم: قائمًا لا ينسخ. قرئ قيمًا بمعنى قائمًا، وقيل: هو جمع قيمة، قاله الراغب. وليس قول من قال: هو جمع قيمةٍ بشيءٍ. قلت: وهذا صحيح هنا لكنه قد قرئ في قوله: {التي جعل اله لكم قيمًا} [الأنعام: ١٦١] وهذا صحيح في الأموال.

قوله: {دينًا قيمًا} [النساء: ١٥] قيل: معناه ثابتًا لأمور معائشهم ومعادهم. وقرئ "قيمًا" وفيه وجان؛ أحدهما: أنه مقصور من قيامًا، والثاني: أنه وصف على فعل نحو: لحم زيم وقوم عدى ومكان سوى وماء روى. وأصل قيم قيوم كميتٍ.

قوله: {وذلك دين القيمة} [البينة: ٥] قال ابن عرفة: فجعلها مصدرًا كالصغر والكبر، وأنشد لكعب بن زهير: [من الطويل]

١٣٠٧ - فهم ضربوكم حين جرتم عن الهدى

بأسيافهم حتى استقمتم على القيم

<<  <  ج: ص:  >  >>