قوله تعالى:{وذلك دين القيمة} أي الأمة القيمة، أي القائمة بالقسط والعدل، وهم المشار إليهم بقوله تعالى:{كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس}[آل عمران: ١١٠].
قوله:{فيها كتب قيمة}[البينة: ٣] إشارة إلى القرآن، وذلك لما فيه من قمرة كتب الله المنزلة، فإن القرآن مجمع معاني كتبه القديمة. وإليه أشار بقوله تعالى:{ما فرطنا في الكتاب من شيءٍ}[الأنعام: ٣٨] أي من كتب الأولين وغيرها.
قوله:{ولم يجعل له عوجًا قيمًا}[الكهف: ١ - ٢] من صفة الكتاب، وقيل: عوجًا حال من الهاء في "له". ولنا فيه كلام أتقناه في غير هذا.
قوله:{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}[آل عمران: ٢] بناء مبالغةٍ وزنه فيعول، وأصله قيووم فقلبت الواو الأولى ياء لأجل الياء قبلها وأدغمت الياء الأولى فيها، ومعناه القائم الحافظ لكل شيءٍ والمعطى له ما به قوامه، وإلى ذلك الإشارة بقوله:{أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى}[طه: ٥١]. وقرئ القيام والقيوم، وذلك نحو ديون وديان، وقال أبو عبيدة: القيوم: القائم وهو الدائم الذي لا يزول، وقيل: هو القائم بأمور الخلق، يقال: فلان قائم بالأمر: أي حافظ له. وعندي أنه لا يجوز إطلاق هذه اللفظة على غير الباري تعالى لما فيها من المبالغة، ولما ذكروا ذلك في الرحمن ونحوه.
{وإذا أظلم عليهم قاموا}[البقرة: ٢٠] أي ثبتوا ووقفوا متحيرين. وليس المراد القيام من قعودٍ.
قوله:{لا أقسم بيوم القيامة}[القيامة: ١] اسم غلب على يومٍ يبعث الله عباده لحسابهم لأنه فيه يقومون لذلك، وذلك إشارة إلى قوله:{يوم يقوم الناس لرب العالمين}[المطففين: ٦]. وقوله:{ويوم تقوم الساعة يؤمئذ}[الروم: ١٤] نسب