قوله تعالى:{ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم}[يس: ٦٧] المسخ: تشويه الخُلُق والخَلْق وتحويلهما من صورةٍ إلى صورةٍ. قال بعض الحكماء: المسخ ضربان؛ ضربٌ يحصل في بعض الأزمان دون بعضٍ وهو مسخ الخلق وتحويل الصور. وهذا كما مسخ الله طائفةً من اليهود فجعل شبابهم قردة وشيوخهم خنازير. ومنه قوله تعالى:{وجعل منهم القردة والخنازير}[المائدة: ٦٠] وقال: {فقلنا لهم كونوا قردةً}[البقرة: ٦٥]. والمنقول أن هؤلاء لم يتناسلوا ولم يعيشوا إلا ثلاثًا عن ابن عباسٍ. وضربٌ يحصل في كل زمانٍ وهو تغيير الخلق، وذلك أن يصير الإنسان متخلقًا بخلقٍ ذميمٍ من أخلاق بعض الحيوانات، كأنه يصير في شدة الحرص كالكلب، وفي شدة الشره كالخنزير، وفي شدة الغمارة كالثور، وفي شدة البلادة كالحمار، قال الراغب: قوله: {ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم} يتضمن الأمرين وإن كان الأول أظهر، يعني تحويل الصورة إلى صورةٍ أخرى.
والمسيخ من الطعام: ما لا طعم له. ومسخت الناقة: أنضيتها حتى أزلت خلقتها عن حالها، قال الشاعر:[من المتقارب]
١٥٢٤ - وأنت مسيخٌ كلحم الحوار
والماسخي: القواس، وأصله أن رجلًا كان منسوبًا إلى ماسخة قبيلةٍ معروفةٍ تعمل القصي، فسمي كل قواسٍ باسمه، كما قيل لكل حدادٍ هالكي.
م س د:
قوله تعالى:{في جيدها حبلٌ من مسدٍ}[المسد: ٥] أي ليفٌ، وقيل: ليفٌ يتخذ من ليف النخل فيمسد، أي يفتل ومنه امرأةٌ ممسودةٌ، أي مطوية الخلق غير مفاضةٍ