للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولارهلةٍ، كأنما فتل جسدها بالشحم. والمسد: الحبل من أي شيءٍ اتخذ، قال الشاعر: [من الرجز]

١٥٢٥ - يا رب عيسى لا تبارك في أحد ... في قائمٍ منهم ولا في من قعد

إلا الذين قاموا بأطراف المسد

والمسد يحتمل أن يكون مكانًا، وعن ابن عباسٍ: عني بالمسد هنا في الآية السلسلة التي ذكرها في قوله تعالى: {ذرعها سبعون ذراعًا} [الحاقة: ٣٢] أي أنها تسلك فيها.

م س س:

قوله تعالى: {إذا مسهم طائفٌ} [الأعراف: ٢٠١] أي ألم بهم. والمس: مباشرة الجسم، والمس كاللمس، وقد تقدم أن اللمس قد يقال لطلب الشيء وإن لم يوجد، وإليه نحا الشاعر في قوله [من مجزوء الوافر]

١٥٢٦ - وألمسه فلا أجده

والمس يقال فيما يكون منه إدراكٌ بحاسة اللمس، وفي كتاب الراغب: بحاسة السمع، وأظنه غلطًا عليه.

ويكنى به عن الجماع كالمباشرة والملامسة، قال تعالى: {من قبل أن تمسوهن} [البقرة: ٢٣٧] وقرئ {تماسهن} والمفاعلة ظاهرةٌ فيه. ويكنى به عن الجنوهن لأن الشيطان يمس المجنون، قال تعالى: {الذي يتخبطه الشيطان من المس} [البقرة: ٢٧٥]. قال: به مسٌ ولمسٌ ولممٌ وطيفٌ وطائفٌ، وقد مس فهو ممسوسٌ.

والمس يقال في كل ما ينال الإنسان من شرٍ كقوله تعالى: {مستهم البأساء والضراء} [البقرة: ٢١٤]. وعندي أن فيه مبالغةً من حيث إنه جعل البأساء كالجسم

<<  <  ج: ص:  >  >>