قيل: واشتقاقه من النوح، لأنه ناح عل نفسه تقربًا إلى الله تعالى. والمصطلح أنه غير مشتق لعجمته، وغنما صُرف لخفته، وليس يجوز منعه خلافًا لبعضهم، بل يتحتم صرفه. ومثله في ذلك لوط.
والنوح مصدر ناح ينوح: إذا صاح بعويلٍ. والنياحة: البكاء بتعديد الشمائل، وهي النهي عنها. وأصل ذلك اجتماع الناس في المناحة، وهي المكان وذلك من التناوح وهو التقابل؛ يقال: جبلان يتناوحان، أي متقابلان.
ن ور:
قوله تعالى:{الله نور السموات والأرض}[النور: ٣٥] قال ابن عرفة: أي منور، يعني أنه مصدر مراد به الفاعل. قال: كما يقولون: فلان غياثنا، أي مُغيثنا. وأنشد لجرير:[من الطويل]
١٧٠٨ - وأنت لنا نور وغيث وعصمة ... ونبت لمن يرجو نداك وريق
وقيل: هو على حذف مضاف، أي ذو نورٍ وقال الأزهري: أي مدبر أمرهما بحكم بالغةٍ. وقيل في {مثل نوره}[النور: ٣٥] أي مثل هداه في قلب المؤمن. و {نور على نور}[النور: ٣٥] أي نور الزجاجة ونور المصباح. وقال ثعلب: مثل نوره الذي هدى به سبل الحق. قوله تعالى:{قد جاءكم من الله نور}[المائدة: ١٥] يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن النور يبين الأشياء في الظلمة، والنبي صلى الله عليه وسلم قد بين بشرعة جميع ما تحتاج إليه الأمة. وقيل: هو القرآن. والظاهر أنه أعم من ذلك، فالكل صالح إذ النور في الأصل هو الضوء المنتشر الذي يعين على الإبصار. وهو ضبان: دنيوي وأخروي. ثم الدنيوي ضربان: معقول بيمين البصيرة، وهو ما انتشر من الأنوار الإلهية كنور العقل ونو القرآن. ومحسوس بعين البصر، وهو ما انتشر من الأجسام النيرة كالقمرين والنجوم النيرات. فمن النور الإلهي قوله تعالى:{نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء}.
ومن المدرك للبصر قوله تعالى:{وهو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورًا}