ما يكون من صوتها. ومنه همس الإبل كقول الشاعر:[من الرجز]
١٧٤٩ - وهم يمشين بنا هميسا ... إن تصدق الطير ننك لميسا
وقيل: هو تحريك الشفتين دون نطقٍ، والأول أشهر. ومنه الحروف المهموسة، وهي مجموعة في قولك: سكت فحثه شخص، حسبما بيناه في "العقد النضيد". ومنه تسميتهم الأسد هموسًا لأنه يمشي بخفة فلا يسمع صوت وطئه. وفي الحديث:"كان يتعود من همز الشيطان ولمزه وهمسه". قال الليث: والهمز كلام من وراء القفا، واللمز مواجهة. والشيطان يوسوس فيهمس بوسواسه في صدور بني آدم. وقال أبو الهيثم: إذا أسر الكلام وأخفاه فذلك الهمس من الكلام.
هـ م م:
قوله تعالى:{ولقد همت به}[يوسف:٢٤] أي عزمت وقصدت. وقال أبو حاتم: كنت أقرأ كتاب "غريب القرآن" على أبي عبيدة، فلما أتيت على قوله:{ولقد همت به وهم بها} قال أبو عبيدة: هذا على التقديم والتأخير كأنه قال: ولقد همت و {لولا أن رأى برهان ربه} لهم بها. قلت: وما قاله حسن جدًا، وقد بينا ذلك في موضعه في كتابنا المشار إليه غير مرةٍ. وقال ثعلب: أي همت زليخة بالمعصية مصرة، وهم يوسف ولم يواقع ما هم به، فبين الهمين فرق. قيل: أوصل ذلك من الهم وهو الحزن الذي يذيب الإنسان.
يقال: هممت الشحم فأنهم، أي أذبته فذاب. فالهم الذي تهم به نفسك يكاد يذيبك حتى تفعله. ومن ثم قال الشاعر:[من الطويل]
١٧٥٠ - وهمك ما لم تمضه لك منصب
وقوله تعالى:{وطائفة قد أهمتهم أنفسهم}[آل عمران:١٥٤] أي حملتهم.