للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمولى: هو السيد المعتق والعبد المعتق. قوله تعالى: {وإني خفت الموالي} [مريم: ٥] قيل: أراد بني عمه وعصبته. ومعناه: الذين يلونه في النسب. قوله تعالى: {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم} [محمد: ١١]. فالمولى هو الناصر. وقيل: وليهم والقائم بأمرهم. وكل من تولى أمرك فهو مولاك. وقال الراغب: الولاء والتوالي أن يحصل شيئان فصاعدًا حصولًا ليس بينهما ما ليس منهما. قال: ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان ومن حيث النسب ومن حيث الدين ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد. والولي والمولى يستعملان في كل ذلك. وكل منهما يقال في معنى الفاعل، أي الموالي، وفي معنى المفعول أي الموالي. إلا أنه فرق بينهما بشيء؛ فقال: يقال: المؤمن ولي الله ولا يقال مولاه. ويقال: الله ولي المؤمن ومولاه.

فمن الأول: {الله ولي الذين آمنوا} [البقرة:٢٥٧] وقوله: {فنعم المولى} [الحج: ٧٨]. ومن الثاني: {قل ياأيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله} [الجمعة: ٦]. قوله تعالى: {ما لكم من ولايتهم من شيءٍ} [الأنفال: ٧٢]. قيل: ما لكم من موالاتهم ونصرتهم. وقرئ بفتح الواو وكسرها؛ فقيل: هما بمعنى نحو الدلالة والدلالة. ومعناها: توالي الأمر. وقيل: بالفتح النصرة، وبالكسر تولي الأمر. وقال الأزهري: بالفتح في النسب والنصرة. يقال: ولي من الولاية. وأما الولاية فهي الإمارة. ويقال: والٍ من الولاية، فشبه بالصناعة. قوله تعالى: {وما لهم من دونه من والٍ} [الرعد: ١١] أي ولي، يعني ناصرًا وقائمًا بأمورهم، نحو قادرٍ وقديرٍ.

قوله: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} [آل عمران: ١٣٧] قال أبو بكر: معناه: يخوفكم أولياؤه، فحذف أول مفعوليه؛ إما اقتصارًا أو اختصارًا. وقال غيره: إن المفعولين محذوفان. والتقدير: يخوفكم الشر بأوليائه. قال الراغب: ونفى الله الولاية

<<  <  ج: ص:  >  >>