للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩٢ - ولابد للمحزون أن يتبلدا

والأبلد: العظيم الخلق، وذلك أن وجود البلادة يكثر في من كان جلف البدن، قاله الراغب

ب ل س:

قوله تعالى:} فإذا هم مبلسون {[الأنعام: ٤٤]،} يبلس المجرمون {[الروم: ١٢].

الإبلاس: الحزن المعترض من شدة البأس. قال بعضهم: وإبليس مشتق منه، وهو عند أهل الصناعة لا يصح لأنه أعجمي، وأيضًا موضع اشتقاقه لا ينصرف وقيل: الإبلاس التحير واليأس. ومنه إبليس أيضًا، وقد تقدم.

وقال الأزهري: هو السكوت والتحسر والندم على ما فرط. وفسر قوله:} فإذا هم مبلسون {ساكتون متحسرون نادمون على ما فرط منهم. وقيل: هو الانقطاع في الحجة والسكوت عن الجواب. وكل من انقطع عن حجته وسكت فقد أبلس. أنشد الهروي للعجاج: [من الرجز]

١٩٣ - يا صاح هل تعرف رسمًا مكرسا؟ ... قال: نعم أعرفه، وأبلسا

وهذا الذي قاله راجع إلى ما قدمناه، فإنه لما كان المبلس كثيرًا ما يسكت وينسى

<<  <  ج: ص:  >  >>