للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأحقاف: ١٥]. ومن المشارفة قوله:} أيمان علينا بالغة {[القلم: ٣٩] أي منتهية في التوكيد.

والبلاغ يكون بمعنى الإبلاغ وبمعنى التبليغ كقوله تعالى:} فإنما عليك البلاغ {[آل عمران: ٢٠]، وقوله:} فهل على الرسل إلا البلاغ {[النحل: ٣٥]، وقوله:} وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغًا {[النساء: ٦٣] أي كافيًا.

يقال: بلغ الرجل يبلغ فهو بليغ إذا بلغ بلسانه كنه ما في ضميره. وقوله:} والذين لم يبلغوا الحلم {[النور: ٥٨] أي لم ينتهوا ولم يصلوا إلى الحلم وهو الاحتلام. يقال: بلغ الصبي يبلغ بلوغًا فهو بالغ. وبلغ زيد مراده إذا وصل إلى ما يريد.

وقوله:} إن الله بالغ أمره {[الطلاق: ٣] أي يفعل ما يريد من غير معارضٍ له تعالى. وقرئ} بالغ {بالتنوين ونصب أمره، وبعدمه وخفض أمره. قوله تعالى:} وإن لم تفعل فما بلغت رسالته {[المائدة: ٦٧]. معناه إن لم تبلغ هذا أو شيئًا مما حملت، تكون في حكم من لم يبلغ شيئًا من رسالته، وذلك أن حكم الأنبياء وتكليفاتهم أشد، وليس حكمهم حكم سائر الناس الذين يتجافى عنهم إذا خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا. وبهذا التأويل ... سؤال يقال هنا وهو أن الجزاء عين الشرط، وليس كذلك لما عرفته.

وقوله:} فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن {[الطلاق: ٢] للمشارفة، وإنها إذا انتهت إلى أقصى الأجل لا يصح للزوج مراجعتها وإمساكها. وقوله:} وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر {[آل عمران: ٤٠]، وفي أخرى:} وقد بلغت من الكبر عتيًا}

<<  <  ج: ص:  >  >>