للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيض ناضرة مستبشرة والسود مغبرة مقترة حسبما وصف ذلك في كتابه. ولما كان البياض أفضل الألوان قالوا: البياض أفضل والسواد أهول، والحمرة أجمل، والصفرة أشكل. وعبر عن الكرم بالبياض فيقال: له عندي يد بيضاء أي معروف. وفي مدحه عليه السلام من أبي طالب عمه: [من الطويل]

٢١٢ - وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمًة للأرامل

ولقد صدق في ما به نطق.

والبيض: جمع بيضةٍ وهي ما يخرج من الطائر وبعض الحيوانات، وسميت بذلك للونها غالبًا. وقد توجد غير بيضاء. وقد شبهت العرب بها المرأة للونها ولصيانتها، فإنها محضونة تحت من يبيضها من طيرٍ وغيره، قال تعالى:} كأنهن بيض مكنون {[الصافات: ٤٩] قيل: يعني به بيض النعام لأن فيه بعض صفرةٍ، والعرب تحب هذا اللون. قال: [من البسيط]

٢١٣ - كأنها فضة قد مسها ذهب

وقال امرؤ القيس: [من الطويل]

٢١٤ - كبكر مقاناة البياض بصفرةٍ ... غذاها نمير الماء غير محلل

وتذكر البيضة تارًة مدحًا لمن يوصف بالصيانة والعزة نحو: هو بيضة البلد، ومنه: [من الكامل]

٢١٥ - كانت قريش بيضًة فتفلقت ... فالمح خالصه لعبد مناف

وتارًة ذمًا لمن كان مبتذلاً كالبيضة المذرة التي تطرح بالدمن. فقولهم: فلان

<<  <  ج: ص:  >  >>