للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإسلاما، وهي: (ذو القعدة، وذو الحجة، المحرم، ورجب مضر بين جمادي وشعبان) وكذا في الحديث وأما إضافته لمضر فلأنها اختصت بتحريمه. وقيده بما اكتنفه تحرزا من الشر. وقد حققنا هذا في (القول الوجيز في أحكام الكتاب العزيز).

ويقابله الحل والحلال لأنه إطلاق. كما أن ذلك منع، ثم المنع إما بتسخير إلهي كقوله: {وحرمنا عليه المواضع من قبل} [القصص: ١٢]، وإما بمنع من جهة العقل، وإما بمنع من جهة الشرع، أو من جهة من يرتسم أمره، وإما بمنع بشري.

قوله تعالى: {فإنها محرمة عليهم} [المائدة: ٢٦] هذا من جهة القهر بالتسخير الإلهي. وقوله: {فقد حرم الله عليه الجنة} [المائدة: ٧٢] هذا بالقهر. وقوله: {وهو محرم عليكم إخراجهم} [البقرة: ٨٥] أي في شرعكم. وقوله: {لم تحرم ما أحل الله ل} [التحريم: ٢] كان قد آلي من نسائه، وفيه تعليم لأمته أنه لا يجوز لأحد أن يحرم ولا يحلل من قبل نفسه بل بحكم الشرع.

والبيت الحرام والمسجد الحرام لكونه حرم على الجبابرة ومنع منهم، أو لأنه حرم فيه أشياء وهي حلال في غيره كالاصطياد وقطع الأشجار ونحو ذلك. والشهر الحرام لمنع القتال فيه. وكانوا يسمون رجبا منصل الأسنة والأصم لأنه لم يسمع فيه قعقعة سلاح.

وقوله: للسائل والمحروم} [الذاريات: ١٩] أي الممنوع من رزق وسع به على غيره. وفسره بعضهم بالكلب لا على أنه اسم له بل لحرمانه كثيرا.

والحرم: جمع حرمة وهن النساء لامتناعهن. والمحرم من المرأة الممنوع من نكاحها. قوله: {وأنتم حرم} [المائدة: ١] جمع حرام؛ يقال: رجل حرام ومحرم. ومعنى (حرم) أحرمتم بالحج أو دخلتم الحرم؛ يقال: أحرم: أهل بحج أو عمرة أو دخل

<<  <  ج: ص:  >  >>