بالله حسيبا} [النساء: ٦] أي محاسبا لهم لأنه لا يخفي عليه من أعمالهم شيء.
وحسب: اسم بمعني كاف نحو {حسبنا الله ونعم الوكيل}[آل عمران: ١٧٣] أي الله كافينا، ولذلك لا يتعرف بالإضافة في أخوات لها مذكورة في كتب العربية. ويختص بزيادة الباء إذا ابتدئ بها نحو: بحسبك زيد. قوله:{وكفى بالله حسيبا} أي رقيبا يحاسبهم على ما عملوا.
وقوله:{ما عليك من حسابهم من شيء}[الأنعام: ٥٢] قيل: معناه: ما عليك من عملهم، فسماه بالحساب الذي هو منتهى الأعمال. وقيل: معناه: ما عليك من كفايتهم بل الله يكفيهم وإياك، من قوله:{عطاء حسابا} أي كافيا نحو قولهم: حسبي كذا، وقيل: هو بمعنى قوله تعالى: {لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}[المائدة: ١٠٥]
وقولهم: احتسب ولده عند الله، أي اعتده عند الله. والحسب: فعل ما يحسب به عند الله. وفي الحديث:(من قام رمضان إيمانا واحتسابا) أي معتدا أجره، وأصله افتعال من الحساب أو من الحسبان أي اعتقد به في حسابه وظنه. وقال الهروي: معناه طلبا لوجه الله تعالى ولثوابه. وعن عمر:(أيها الناس احتسبوا أعمالكم فإنه من احتسب عمله كتب له أجر عمله وأجر حسبته)؛ الحسبة: اسم من الاحتساب، وفلان يحتسب الأخبار، ويتحسبها أي يطلبها ويتوقعها. وفي الحديث:(إن المسلمين كانوا يتحسبون الصلاة فيجيئونها بلا داع) أي يتوخون وقتها ويطلبونه. وفي الحديث:(تنكح المرأة لميسمها وحسبها). قال الهروي: احتاج أهل العلم إلى معرفة الحسب لأنه مما يعتبر به مثل المرأة. فقال شمر: الحسب الفعال