التردد في الأمر بعد المضي فيه، أو من نقصان وتردد في الحال بعد الزيادة فيها. وقيل: حار بعدما كان، قال الراغب، وهو حصن إلا قوله: وحار في الأمر وتحير؛ فإن هذا من مادة الياء لا الواو كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
والحوار والمحاورة: المراجعة والمرادة في الكلام، ومنه قوله تعالى:{وهو يحاوره}[الكهف:٤٣]: أي يخاصمه لأن كلامه مما يرجع على مخاصمه كلامه ويرده إليه. وقوله:{والله يسمع تحاوركما}[المجادلة: ١]: أي ترادكما في الكلام. وكلمته فما رجع إلى حوار ولا حوير أي جوابًا. وما يعيش بأحور أي بعقلٍ. وعن علي رضي الله عنه: والله لا أرمم حتى يرجع إليكما ابناكما بحور ما بعثتما به" أي بجوابٍ. وقيل: أراد بالخيبة. وأصل الحور: الرجوع إلى النقص.
قوله تعالى:{قال الحواريون}[آل عمران: ٥٢] الحواريون: الأنصار، وغلب على أنصار الأنبياء. والحواريون الواردون في القرآن أخص من ذلك، وهم أنصار عيسى؛ قيل: سموا بذلك لأنهم كانوا قصارين يبيضون الثياب، والمادة تدل على التبييض؛ يقال حورت الثوب: أي بيضت. وقيل لنساء الحاضرة: الحواريات، لبياض ألوانهن وثيابهن، قال أبو جلدة اليشكري:[من الطويل].
٣٩٧ - فقل للحواريات يبكين غيرنا ... ولا تبكنا إلا الكلاب النوابح
والحور العين من ذلك، وهن من في أعينهن حوارٍ؛ قيل: بياض، وهو زي مستحسن. وأحورت عينه: أي صارت كذلك. والحور: جمع حوراء وأحور. والذي في