القرآن جمع حوراء فقط لقوله:{مقصورات}[الرحمن:٧٢]. ومنه الحواري وذلك لبياضه وتصفيته، قال بعضهم: سموا قصارين. ولم يكونوا قصارين؛ شبهوا بهم من حيث إنهم كانوا يطهرون نفوس الناس بإفادتهم الدين والعلم المشار إليه بقوله:{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا}[الأحزاب:٣٣]، فقيل لهم قصارين على التمثيل. وقيل: بل كانوا صيادين. وقيل: ليسوا صيادين حقيقة، وإنما ذلك على التمثيل لأنهم كانوا يصيدون نفوس الناس إلى الحق من الحيرة. وقال الأزهري: هم خلصان الأنبياء وتأويله: الذين أخلصوا ونقوا من كل عيبٍ، من الدقيق الحوارى، وهو المنقى الخالص.
وحواري الرجل: خاصته، وفي الحديث:"الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي" أي ناصري ومختص في من بين أصحابي. وفي آخر:"لكل نبي حواري وحواري الزبير" تشبيهاً بهم في النصرة حيث قال عيسى: {من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله}[آل عمران: ٥٢]. والرواية حوري بالفتح وذلك أنه خففت ياؤه ثم إضافة لياء المتكلم ولو روي بكسرها على أنه إضافة من غير حذف، وحذفت ياء المتكلم لالتقاء الساكنين نحو كرسي الخشب. ولما بلغه عليه الصلاة والسلام قتل أبي جهل لعنه الله قال:"إن عهدي به في ركبتيه حوراء"؛ هي كية سميت حوراء لأنها يبيض موضعها. ومنه حور عين دابته: أي كواها. وفيه:"حور عليه السلام أسعد بن زرارة بحديدةٍ". والمحور: ما يكوى به، كالمنجل.
ح وز:
قال تعالى:{أو متحيزا إلى فئة}[الأنفال: ١٦] أي منضمًا إلى جماعةٍ أخرى،