من حازه يحوزه حوزًا، أي ضمه واستولى عليه. وقيل: معناه صار إلى حيز فئة. والحيز: الناحية. وحمى حوزة الإسلام: أي ناحيته. وقيل: الحيز: كل جمعٍ منضم بعضه إلى بعضٍ. وأصل متحيزٍ متحيوز، فوزنه متفيعل لا متفعل؛ إذ لو كان كذلك لقيل: متحوز، كتجوز.
وتحوزت الحية وتحيزت: أي اجتمعت وتلوت. والأحوزي: الذي حمى حوزته مشمرًا، وعبر به عن الخفيف السريع. ووصفت عائشة رضي الله عنها فقالت:"إن كان والله لأحوزيًا". قال أبو عمرٍو: هو الخفيف. وقال الأصمعي: الحسن السياق، وفيه بعض النفار. ويروى:"أحوذيًا" بالذال. وقد تقدم.
"وما تحوز له عن فراشه" أي ما تنحى. والماخوز: المكان. وفي الحديث:"فلم نزل مفطرين حتى بلغنا ما حوزنا". ذكره الهروي في هذه المادة وليس منها، قال: وقال بعضهم: هي من حزت الشيء إذا أحرزته. وقال الأزهري: لو كان منه لقيل محازنا أو محوزنا. وأحسبه بلغةٍ غير عربيةٍ. وقد أصاب الأزهري مقالته.
ح وط:
قوله تعالى:{والله محيط بالكافرين}[البقرة:١٩] ونحوه عبارة عن قدرته، وأنهم لا ينزلونه بمنزلة من أحاطت به الدار. وأصله في الأجرام، ويستعار في المعنى كقوله تعالى:{وأحاطت به خطيئته}[البقرة: ٨١]. والإحاطة: المنع أيضًا، ومنه:{إلا أن يحاط بكم}[يوسف: ٦٦] أي إلا أن تمنعوا، ويعبر به عن الهلاك. ومنه قوله تعالى:{وأحيط بثمره}[الكهف: ٤٢] وأصله من إحاطة العدو.
وعن مجاهد في قوله {والله محيط بالكافرين}[البقرة: ١٩] أي جامعهم. ويقال: حاطة يحوطه حوطًا وحياطة وحيطة وحيطة. وقد تكملنا على كونه يتعدى بنفسه ثلاثيًا وبجر الحروف رباعيًا في غير هذا الموضوع.