للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخل: سمي بذلك لتخلل الحموضة إياه. والخلة: ما يغطى به جفن السيف لكونه في خلالها. والخلة: الحاجة، وقيل: الفقر. وفي الحديث: «لا هم ولا هم ساد الخلة» أي اللهم جابر الحاجة. وأصلها من الاختلال العارض للنفس؛ إما لشهوتها بشيءٍ أو لحاجتها إليه. والخلة: المودة؛ قال تعالى: {ولا خلةٌ ولا شفاعةٌ} [البقرة: ٢٥٤]، وذلك إما لأنها تتخلل النفس أي تتوسطها، وإما لأنها تخل النفس فتؤثر فيه بأثير السهم في الرمية حين يخلها أي يشك فيها كخلال الثوب، وإما لفرط الحاجة إليها. والخلال بمعناها؛ قال تعالى: {لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ} [إبراهيم: ٣١]. يقال: خاللته خلالًا ومخالةً وخلةً. وقال كعبٌ رضي الله عنه: [من البسيط]

٤٦٨ - ويلمها خلةً! لو أنها صدقت ... موعدها، أو لو ان النصح مقبول

فأطلق الخلة على المرأة تجوزًا نحو: عدل. قوله: {واتخذ الله إبراهيم خليلًا} [النساء: ١٢٥] أي مخصصًا بمحبته. يقال: دعا فخلل وعمم، أي فخصص. والخليل في غير هذا قيل: لأن كلًّا من المتخالين يدخل في خلل الآخر ظاهرًا وباطنًا على التوسع، تصورًا أن كلًا منهما امتزج بالآخر لصدق تخالهما؛ فهو فعيلٌ بمعنى الفاعل أو المفعول. وقيل: سمي خليله لافتقاره وحاجته إليه؛ الافتقار المشار إليه بقوله: {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} [القصص: ٢٤]. وعلى هذا قيل: اللهم أغنني بالافتقار إليك، ولا تفقرني بالاستغناء عنك. وقيل: سمي خليلًا من الخلة. وهو المودة قال الراغب: واستعمالها فيه كاستعمال المحبة فيه، يعني أنه كما جاز أن تسند المحبة إلى الباري تعالى، فيوصف تارةً بأنه محبًّ لعبيده، وتارةً بأنه محبوبٌ لهم كقوله تعالى: {يحبهم

<<  <  ج: ص:  >  >>