للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجس} [الأنعام: ١٤٥] أي مستقذر طبعًا وشرعًا، وذلك لأنه لا أقذر في الحيوان من الخنزير. والرجس والرجز بمعنى؛ وذلك أن الرجز، كما تقدم يدل على الحركة والاضطراب وكذلك الرجس. ومنه في حديث سطيح: "فارتجس إيوان كسرى" أي اضطرب وتحرك حركًة سمع لها صوت. وارتجس الرعد، وسمعت رجسه أي صوته. وبعير رجاس شديد الهدير، وغمام راجس وزجاس أي له رعد شديد.

ر ج ع:

قوله تعالى:} إليه ترجعون {[البقرة: ٢٨] أي تعودون. والرجوع في الأصل العود إلى مكانٍ منه البدو، وسواء كان مكانًا أو قولاً أو فعلاً. وسواء كان العود بذاته أو بجزءٍ من أجزائه أو بفعلٍ من أفعاله. ورجع يتعدى بنفسه؛ قال تعالى:} فإن رجعك الله إلى طائفةٍ منهم {[التوبة: ٨٣] ولذلك بنى للمفعول. وقيل: يجوز أن يكون قاصرًا بمعنى عاد كقوله:} ثم إليه ترجعون {في قراءة البناء للفاعل. وقيل: المفعول مقدر أي ترجعون أنفسكم، وليس بظاهر.

قوله:} لعلهم يرجعون {[الأعراف: ١٦٨] أي يردون البضاعة لأنها مما اكتالوه وأنتم لا تأخذون شيئًا إلا بثمنه. وقيل: معناه يرجعون إلينا إذا علموا أن ما كيل لهم من الطعام لم يؤخذ له ثمن. ويدل له قوله:} فلما رجعوا إلى أبيهم {إلى قوله:} يا أبانا ما نبغي {[يوسف: ٦٥]. والرجع: الإعادة، ومنه قوله تعالى:} إنه على رجعه لقادر {[الطارق: ٨]. قيل أراد الإنسان، وقيل: أراد الماء، وأنه يرده إلى الصلب إذا شاء، والأول أظهر. وقوله:} والسماء ذات الرجع {[الطارق: ١١] هو المطر، سمي بذلك لأنه يرجع كل سنة فيتكرر. وقيل: ذات المطر بعد المطر، وهو بمعناه. والرجع أيضًا: الغدير، قال الهذلي يصف سيفًا: [من السريع]

٥٦٧ - أبيض كالرجع رسول إذا ... ما ثاخ في محتفلٍ يختلي

<<  <  ج: ص:  >  >>