للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الراغب، وليس كما قال: بل التي ينتثر بسرها أخضر يقال لها: مخضارًا فإن لم يكن أخضر فهي المسلاخ. وفي الحديث: «ما يشترطه مشتري التمر على بائعه أنه ليس بمسلاخٍ» كذا فسره القتيبي. وفي حديث هدهد سليمانه عليه السلام: «أنهم سلخوا موضع الماء» يريد: حفروا فاستعار ذلك، ويجوز أن يريد: سلخوا طبقةً من الأرض كما يسلخ إهاب الشاة.

س ل س:

قوله تعالى: {عينًا فيها تسمى سلسبيلا} [النساء: ١٨]. ابن عرفة: هي اللينة السهلة في الحلق التي تسلسل فيه. ويؤيد هذا التفسير ابن عباس: إذا أدنوها من أفواههم تسلسلت في أجوافهم قال ابن الأعرابي: لم أسمع «سلسبيلًا» إلا في القرآن. ويقال: عينٌ سلسالٌ وسلسلٌ وسلسبيلٌ أي عذبةٌ سهلة المرور في الحلق. وأغرب ما قيل فيه. وليس بمستقيم -عند المحققين -أن أصله: سل سبيلا، فيكون سل فعل أمر، وسبيلا مفعول به، أي: سل طريقًا إلى الجنة. وهل وزنه فعفعيلٌ بتكرار الفاء أو فعلليل؟ خلافٌ لأهل التصريف.

س ل ط:

قوله تعالى: {سلطانًا مبينًا} [النساء: ٩١] أي حجةٌ تثبت ضد مدعيها. والسلاطة: التمكن من القهر. ومنه السلطان لأنه يتمكن من قهر رعيته على ما يريد. وقيل: لأنه ذو الحجة وقيل: لأن به تقوم الحجة ويظهر منارها. وقيل: هو مشتق من السليط. والسليط: الدهن الذي يستصبح به. فالحجة يستضاء بها في الأمور، والإمام يستضاء به في سائر المصالح. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «رأيت عليًا رضي الله عنه وكأن عينيه سراجًا سليط». قوله تعالى: {فقد جعلنا لوليه سلطانًا} [الإسراء: ٣٣] يجوز أن يكون إمامًا يتسلط به على القصاص من قاتل موليه، وأن يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>