للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا أن بينهما فرقًا وهو أن الأبد عبارة عن مدة الزمان التي ليس لها حد محدود، ولا يتقيد فلا يقال: أبد كذا. والأمد: مدة لها حد مجهول إذا أطلق، وقد ينحصر نحو أن يقال: أمد كذا. والفرق بينه وبين الزمن أن الأمد يقال باعتبار الغاية. والزمان عام في المبدأ والغاية. ولذلك قال بعضهم: الأمد والمدى يتقاربان. وقد تجيء لمجرد الغاية كقوله تعالى:} تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا {[آل عمران: ٣٠] أي غايًة. وقد تجيء لنهاية بلوغها كقوله:} فطال عليهم الأمد {. وقيل من قولهم: طال الأمد على لبدٍ، أي الزمان, ولبد: اسم نسر لقمان بن عمادٍ. وكقوله:} أحصى لما لبثوا أمدًا {[الكهف: ١٢] أي غاية إقامة.

وقولهم: استولى على الأمد أي غلب سابقًا. وللإنسان أمدان؛ مولده وموته. وعن الحجاج أنه قال للحسن: ما أمدك؟ قال: سنتان من خلافة عمر رضي الله تعالى عنه أي ولدت لسنتين بقيتا من خلافته.

وجمع الأمد: آماد.

أم ر:

الأمر يقال باعتبار طلب الفعل، وله صيغ أصلها افعل وما في معناها. وهل يشترط فيه الاستعلاء والعلو؟ خلاف بين الأصوليين. ولذلك اختلفوا في مدلوله هل هو وجوب أو ندب، أو مشترك بينهما. ويرد لمعانٍ أخر حررتها في موضعٍ آخر. ويطلق باعتبار الحال والبيان، فيشمل ذلك الأقوال والأفعال، كقوله تعالى:} وما أمر فرعون برسيدٍ {[هود: ٩٧] ومثله في العموم:} وإليه يرجع الأمر كله {[هود: ١٢٣]. وزاد بالإبداع وعليه:} ألا له الخلق والأمر {[الأعراف: ٥٤]. ومن ثم حمل الحكماء قوله:} قل الروح من أمر ربي {[الإسراء: ٨٥] على ذلك، أي هو من إبداعه، ويختص به دون خلقه. وقوله:} افعل ما تؤمر {[الصافات: ١٠٢] تنبيه أن رؤيا الأنبياء صلوات الله

<<  <  ج: ص:  >  >>