للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقام الكلمتين، وهو ممتنع عند أهل البيان.

وأني: تأتي بمعنى قرب، قال تعالى:} ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله {[الحديد: ١٦] وقوله:} غير ناظرين إناه {[الأحزاب: ٥٣] أي نضجه واستواءه، إذا كسرت قصرت، ومنه الآية الكريمة، وإذا فتحت مدت، ومنه قول الحطيئة: [من الوافر]

١٠٩ - وآنيت العشاء إلى سهيلٍ ... أو الشعري، فطال بنا الأناء

يقال: أنيت وأنيت مخففًا ومثقلاً بمعنى تأخرت، وآنيت بمعنى أخرت. وفي الحديث: "آذيت وآنيت" أي أخرت المجيء: وفلان متأنٍ من ذلك. والأناة: التؤدة.

وقوله:} حميمٍ آنٍ {[الرحمن: ٤٤] أي بلغ أناه في شدة الحر. واستأنيت فلانًا: انتظرته واستبطاته. وآناء الليل: ساعاعته. قال تعالى:} ومن آناء الليل فسبح {[طه: ١٣٠] واحده إنًا مثل معًا وأمعاء، وإني مثل نحيٍ وأنحاء، وأني مثل قفًا واقفاء، قاله الهروي وذكر أني وأنياء كدلوٍ وأدلاء.

وقوله:} من عينٍ آنيةٍ {[الغاشية: ٥] أي حارةٍ بلغت أناها، وهي نظير} حميمٍ آنٍ {كلاهما اسم فعلٍ من أني يأني فهو آنٍ. وهي آنية كغازٍ وغازيةٍ.

والإناء: الوعاء الذي يوضع فيه ما آن وقته، ثم عبر به عن كل وعاءٍ. ويجمع على آنيةٍ. فشبه بآنيةٍ اسم فاعلٍ من أنى كما تقدم. فتلك مفردة وزنها فاعلة، وهذه جمع أفعلة نحو غطاءٍ وأغطيةٍ. وأما الأواني فجمع آنيةٍ.

وأنا: ضمير متكلم وحده، واختلف النحويون في ألفه فقيل: مزيدة لبيان الحركة ولذلك تحذف وصلاً وتثبت وقفًا. ويقال هنا: أوان بتقديم ألف (وأن) كلفظ الناصبة. والمشهور ما قدمته من ثبوت ألفه وقفًا وحذفها وصلاً، وقد تثبت وصلاً. وقرئ} لكنا هو الله ربي {[الكهف: ٣٨]، والأصل: لكن أنا وأدغم. وكذلك:} وأنا أول المسلمين {[الأنعام: ١٦٣]. وأما في الشعر فكثير نحو قوله: [من الوافر]

<<  <  ج: ص:  >  >>