للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضداهما المبالغة نحو: رجل عدل ورجال عدل. قال الشاعر: [من الطويل].

٩٩٩ - فهم رضًا وهم عدل

وكذا الوصف لسائر المصادر، والمطابقة قليلة. وفي مثل قوله:} ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء {[النساء: ١٢٩] إشارة إلى ما جبل عليه الآدمي من الميل؛ فإن الإنسان وإن أمكنه أن يسوي بينهن في النفقة والكسوة والمنزل والمبيت والوطء ولين الكلمة وغير ذلك، فلن يستطيع أن يسوي بينهن في المحبة، ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول: "اللهم إن هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما لا أملك" إشارة إلى ما ذكرنا من المعنيين. قوله:} فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدًة {[النساء: ٣] إشارة إلى العدل الذي هو القسم والنفقة. قوله:} ثم الذين كفروا بربهم يعدلون {[الأنعام: ١] أي يجعلون له عديلاً، فصار كقوله:} هم به مشركون {[النحل: ١٠٠] وقيل: يعدلون بأفعاله عنه، وينسبونها إلى غيره كقوله: مطرنا بنوء كذا. ولهذا حكى صلى الله عليه وسلم عن ربه: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بالكواكب" الحديث وقيل: يعدلون بعبادتهم عنه إلى من لا يستحق عبادة. بل أن يكون عابدًا.

ومن طريف ما يحكي أن الخبيث الحجاج بن يوسف الثقفي استحضر الحبر الشهيد سعيد بن جبيرٍ تلميذ ابن عباس فقال له: ما تقول في؟ قال: وما أقول: أنت قاسط عادل. فأعجب الجماعة بقوله، فقال الحجاج الخبيث: ما تظنون؟ قالوا: مدحك بالقسط والعدل. فقال: بل بالجور والكفر؛ ثم تلا لهم:} وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبًا {[الجن: ١٥]} ثم الذين كفروا بربهم يعدلون {[الأنعام: ١] ففهمها الخبيث أخزاه الله تعالى.

قوله:} أو عدل ذلك صيامًا {أي ما يعادل من الطعام الصيام. والفداء يطلق عليه عدل نظرًا إلى المساواة. وقوله عليه الصلاة والسلام: "لا يقبل الله منها صرفًا ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>