للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {وما كانوا يعرشون} [الأعراف: ١٣٧] أي لكرومهم. وقيل: يثبتون. يقال: عرش يعرش ويعرش، وقد قرئ بهما أي عرش العروش من أي نوعٍ كان ومن أي زرعٍ كان. وقيل: يبنون العريش. قوله:} خاوية على عروشها {[البقرة: ٢٥٩] أي ساقطة على سقوفها، سقطت السقوف ثم وقعت عليها الحيطان، يشير إلى خرابها علوًا وسفلاً. ولا ترى أوجز لفظًا ولا أرمز على المعنى بأحسن من لفظ القرآن. وفي الحديث: "لما مات سعد اهتز له عرش الحرمن" قيل: هو الجنازة، واهتزازه فرحه به، وإضافته إلى الرحمن من باب التكريم والبشارة. وقيل: كناية عن قبول أهل العرش - وهم الملائكة - ولا مانع من أن يحمل على حقيقته تكرمًة كما قيل في قوله تعالى:} فما بكت عليهم السماء والأرض {[الدخان: ٢٩] وإن الله يجعل فيها قوة البكاء كل هذا لا محال فيه عقلاً ولا شرعًا. وعن بعضهم: "تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفلان كافر بالعرش" يعني وهو بعرش مكة بعد لم يهاجر، والباء بمعنى في، والعرش جمع عرشٍ كسقفٍ وسقفٍ. وقيل: هو جمع عريشٍ نحو قلبٍ وقليبٍ. وفي مقتل أبي جهلٍ: "خذ سيفي فاحتز به رأسي من عرشي" قال المبرد: العرش: عرق في أصل العنق.

ع ر ض:

قوله تعالى:} وجنةٍ عرضها السماوات والأرض {[آل عمران: ١٣٣] العرض مقابل الطول، وإذا كان عرضها كذلك فما ظنك بطولها؟ وهو من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى. ومثله في المعنى:} بطائنها من استبرقٍ {[الرحمن: ٥٤] فما ظنك بالظهارة؟ فإن العادة قاضية بأن الظهارة أنفس من البطانة. وأنشد للأعشى: [من الطويل]

١٠٠٨ - كأن بلاد الله وهي عريضة ... على الخائف المذعور كفة حابل

<<  <  ج: ص:  >  >>