السعر بسبب ذلك، ويقال إنها أمطرت بمدينة المحلة من البرد الكبار ما يتعجب منه وهبت ريح شديدة بمدينة أنبابة فهدمت بسببها بيوت كثيرة، وقلعت أصول نخل وشجر.
وفيه كائنة سرور المغربي المالكي، كان قدم من تونس إلى الإسكندرية وصار يذكر الناس ويقع في حق بعض الرؤساء، فتعصبوا عليه ومنعه نائب الحكم من الكلام، فدخل القاهرة فسعى في عزل القاضي، فتعصب كاتب السر للقاضي، فخرج سرور إلى الحج ثم عاد فرفع إلى السلطان أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وبين يديه خمسة أنفس مسلسلين رأسهم كاتب السر ابن الكويز، وأنه مد يده إلى عيني ابن الكويز ففقاهما وقال له: أفسدت شريعتي! وسعى في عزل الناظر والقاضي فأمر بإحضارهما، فأما الناظر فذب عنه صهره ناظر الخاص، وأما القاضي فحضر وصودر على مال، وكتب سرور لبعض أصحابه بالإسكندرية كتاباً يخبر فيه أن النائب والناظر والقاضي عزلوا بسبب كلامه فيهم، فبلغ ذلك النائب فكاتب السلطان في أمره وحط عليه، فتعصب له بعض الأكابر فأمر السلطان بنفي سرور من الإسكندرية، فوكل به بالقاهرة وأخرج مهاناً إلى الإسكندرية، ثم أنزل في مركب إلى الغرب فتوجه إليها، فوصل إلى صاحب تونس وأخذ منه كتاباً بالشفاعة فيه، فلما وصل إلى الإسكندرية قبض عليه النائب وسجنه وألزمه بالعود إلى الغرب، فاتفق أن الذي كان أرسل إلى الإسكندرية يحفظها من الفرنج كما سأذكره بعد، لما حصل الأمن من الفرنج قرر نائبها وهو آقبغا التمرازي وصرف النائب الذي كان بها وهو أسندمر النوري، وخلص سرور من الشدة بذلك وافرج عنه، وأرسل النائب الكتاب الذي استصحبه إلى السلطان، فسكن الأمر خصوصاً بعد موت ابن الكويز.