وفي سابع عشر ربيع الآخر شكا نائب الشام إلى السلطان من حسين كاتب السر، ففوض أمر ولايته وعزله له.
وفي جمادى الأولى وقع بدمياط حريق عظيم حتى يقال احترق قدر ثلثها، وهلك من الدواب والناس والأطفال شئ كثير.
وفي جمادى الأولى كملت مدرسة السلطان التي أنشأها بجوار الحانقاه السرياقوسية الناصرية، وقرر فيها شيخاً وصوفية، وفي العاشر منه استقر بدر الدين بن نصر الله في الأستادارية عوضاً عن ولده صلاح الدين بحكم استعفائه، وبعد يومين استقر كريم الدين عبد الكريم ابن سعد الدين المعروف بابن كاتب جكم في وظيفة نظر الخاص عوضاً عن ابن نصر الله المذكور، فحصل لإبن نصر الله بذلك مشقة عظيمة، فباشر الأستادارية بمفردها إلى ثامن شعبان فأمسك هو وولده، واستقر في الأستادارية زين الدين عبد القادر بن أبي الفرج، وهو شاب أمرد.
وفي جمادى الآخرة والشمس في برج الثور في خامس بشنس من الأشهر القبطية أمطرت السماء مطراً غزيراً جداً، ثم في الثامن عشر منه قرب نقل الشمس إلى الجوزاء، أمطرت أيضاً مطراً غزيراً عقب ريح شديدة هبت ليلاً، وكان الورد في هذه السنة قليلاً جداً، وفي عاشره قبض على نجم الدين ابن حجى كاتب السر وعوق في البرج بالقلعة، ثم نفي إلى الشام، ووكل به شرطي معه في سلسلة من حديد وأهين جداً، وألزم الموكل به أن ينادي عليه في كل بلد دخله، فإذا وصل إلى دمشق نودي عليه: من كانت له عليه ظلامة فليطلبها! وأحيط بداره وحمل جميع ما فيها، فلما وصل غزة وافاه كتاب السلطان بإطلاقه وإكرامه وإيصاله إلى دمشق وإقامته بها بطالاً، وكان السبب في ذلك أنه باشر كتابة