محمد بن عبد الله بن أحمد الهكاري ثم الصلتي، شمس الدين، ولي قضاء حمص أخيراً وكان اشتغل على أبيه بالصلت، وكان مدرساً ثم درس بعد أبيه ثم قدم دمشق فسمع بها، وكان لا يمل من الاشتغال بالعلم وتعليق الفوائد، وتنقل في قضاء البر، ولخص ميدان الفرسان في قدر نصفه.
محمد بن علي بن الحسن بن عبد الله أمين الدين الأنفي، بفتحات المالكي، ولد سنة ٧١٣ وعني بالحديث وظهر له سماع من الحجار فحدث به وسمع من البندنيجي وأسماء بنت صصرى وغيرهما، فطلبه بنفسه وكتب الكثير، وسمع العالي والنازل، وأخذ عن البرزالي والذهبي، ونسخ كثيراً من مصنفاته وغيرها، وولي قضاء حلب يسيراً، وكان يفتي على مذهب مالك، وناب في الحكم عن السلاي خمس سنين، وولي مشيخة الحديث بالناصرية ومشيخة الخانقاه النجمية، ثم ولي قضاء حلب في شوال سنة سبع وخمسين فأقام أربع سنين، ثم رجع إلى دمشق فناب عن الماروني، ثم ترك، قال ابن حجي: كان حسن العشرة يقصده الناس لحسن محادثته ويطلبه الرؤساء لذلك ويحرصون على مجالسته لفكاهة فيه، مات في شوال عن ثمانين سنة، وقال الذهبي في المعجم المختص: كان يحفظ كثيراً من الفوائد الحديثة والأدبية.
محمد بن علي بن منصرو بن ناصر الدمشقي الحنفي، ولد سنة سبع وسبعمائة أو قبلها، أخذ عن أبيه والبرهان بن عبد الحق والنجم القحفازي وابن الفويرة ورضي الدين المنطقي وجلال الدين الرازي وعلاء الدين القونوي، وسمع من الحجار والبندنيجي وغيرهما، وحدث ودرس في أماكن، وولي قضاء مصر في رمضان سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، ودرس بالصرغتمشية وغيرهل إلى أن مات في ربيع الأول، وكان بارعاً في الفقه، صلباً في الحكم، متواضعاً، لين الجانب.