كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة - ت آل زهوي

٧٠ - باب ذكر النفخ الثاني للبعث في الصور - ج: 1 - ص: 207

﴿فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ﴾ وقال في آية أخرى: ﴿وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾ [الزمر: ٧٥].

(ابن ماجه) قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا عباد بن العوام، عن حجاج بن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «إن صاحبي الصور بأيديهما - أو في أيديهما - قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران» (١).

(الترمذي) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال: ما الصور؟ قال: «قرن ينفخ فيه» (٢). قال: هذا حديث حسن.

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ»؟ فكأن ذلك ثقل على أصحاب النبي ﷺ فقال لهم: قولوا: «حسبنا الله ونعم الوكيل» (٣). قال: حديث حسن.

وروي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ما أطرق صاحب الصور منذ وكّل به مستعدّا بحذاء العرش، مخافة أن يؤمر بالصّيحة قبل أن يرتدّ طرفه، كأن عينيه كوكبان دريان» (٤). أخرجه أبو الحسن بن صخر في «فوائده» وغيره.

وخرّج ابن المبارك ومؤمل بن إسماعيل وعلي بن معبد عن ابن مسعود؛ حديثا ذكر فيه قال: «ثم يقوم ملك الصور بين السماء والأرض فينفخ فيه، والصور قرن، فلا يبقى لله خلق في السموات والأرض إلا مات، إلا ما شاء ربّك، ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون، فليس من بني آدم خلق إلا وفي الأرض شيء منه». زاد

---

(١) أخرجه ابن ماجه (٤٢٧٣) وقال الألباني في «ضعيف سنن ابن ماجه» (٨٦٧): «منكر».
(٢) أخرجه الترمذي (٢٤٣٠) وأحمد (٢/ ١٦٢، ١٩٢) وأبو داود (٤٧٤٢)، وهو حديث صحيح.
(٣) أخرجه أحمد (٣/ ٧، ٧٣) والترمذي (٢٤٣١، ٣٢٤٣) والحميدي في «مسنده» (٢/ ٣٣٢ - ٣٣٣/ ٧٥٤) وغيرهم، من طرق؛ عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري به.
وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي.
لكنه توبع؛ تابعه أبو صالح عن أبي سعيد الخدري به.
أخرجه أبو يعلى (٢/ ٣٣٩ - ٣٤٠/ ١٠٨٤) وابن حبان (٣/ ١٠٥ - ١٠٦/ ٨٢٣) والحاكم (٤/ ٥٥٩).
من طريق: الأعمش، عن أبي صالح به.
وإسناده صحيح. فصحّ الحديث، والحمد لله.
وانظر «السلسلة الصحيحة» رقم (١٠٧٩).
(٤) أخرجه الحاكم (٤/ ٥٥٨ - ٥٥٩) وأبو نعيم في «الحلية» (٤/ ٩٩) وابن أبي الدنيا في «الأهوال» (٤٦، ٨٣) وأبو الشيخ في العظمة» (٣ /رقم: ٣٩١، ٣٩٢) والذهبي في «العلو» (٤٥٤/ ٨١/١) وغيرهم.
وهو حديث صحيح، انظر «الصحيحة» رقم (١٠٧٨).