للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها لا بأن يقال لهم اعتذروا، كقوله: ﴿رَبَّنا إِنّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا﴾ [الأحزاب: ٦٧] الآية، وكقوله: ﴿رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها﴾ [المؤمنون: ١٠٧] الآية، ومنها: ﴿وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً﴾ [النساء: ٤٢].

ومنها: يوم الفتنة، قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ هُمْ عَلَى النّارِ يُفْتَنُونَ﴾ [الذاريات: ١٣] أي: يعذبون، من قولك: فتنت الذهب، إذا رميت به في النار.

ومنها: ﴿يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ﴾ [الروم: ٤٣] يريد: يوم القيامة، أي: لا يرده أحد بعد ما حكم الله به، وجعل له أجلا ووقتا.

ومنها: يوم الغاشية؛ وسمّيت بذلك لأنها تغشى الناس بإفزاعها، أي: تعمهم بذلك ومنه غاشية السرج.

ومنها: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ * وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ﴾ [الفجر: ٢٥، ٢٦].

ومنها: يوم لا بيع فيه ولا خلال، قال الله تعالى: ﴿قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ﴾ [إبراهيم: ٣١] وقال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ﴾ [البقرة: ٢٥٤] والخلة والخلال: الصداقة والمودة.

ومنها: يوم لا ريب فيه؛ وإن وقع فيه ريب الكفار، أي: شك فليس فيه ريب لقيام الأدلة الظاهرة عليه، كما قال الله تعالى: ﴿أَفِي اللهِ شَكٌّ﴾ [إبراهيم: ١٠] فليس في الباري شك لقيام الأدلة عليه، ولشهادة أفعاله، ولاقتضاء المحدث أن يكون له محدث، ولكن قد شك فيه قوم ونفاه آخرون، ولم يوجب ذلك شكا فيه؛ لقيام الأدلة عليه، فكذلك يوم القيامة لا ريب ولا شك فيه مع النظر في الدليل والعلم، فإذا خلق الله تعالى الرين عن القلب كان الشك، قال الله تعالى: ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾ [الحج: ٦، ٧].

ومنها: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ [آل عمران: ١٠٦] وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

ومنها: يوم الأذان. دخل طاوس على هشام بن عبد الملك فقال له: اتق الله، واحذر يوم الأذان. فقال: وما يوم الأذان؟ قال: قوله تعالى: ﴿فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظّالِمِينَ﴾ [الأعراف: ٤٤] فصعق هشام. فقال طاوس: هذا ذل الصفة، فكيف ذل المعاينة؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>