للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر يصف سنة شديدة:

قد شمرت عن ساقها

وقال آخر:

كشفت لهم عن ساقها … وبدا من الشر البراح

وقال آخر:

أبشر عناق، إنه شر باق قد سن لي … قومك ضرب الأعناق

وقامت الحرب بنا على ساق

والشعر في هذا المعنى كثير.

وقيل يكشف عن ساق جهنم، وقيل عن ساق العرش.

فأما ما روي: «أن الله تعالى يكشف عن ساقه يوم القيامة فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة» كما في «صحيح البخاري» (١)؛ فإنه تعالى على التبعيض والأعضاء، وأن يكشف ويتغطى ومعناه أن يكشف على العظيم من أمره (٢).

وقال الخطابي: «إنما جاء ذكر الكشف عن الساق على معنى الشدة فيحتمل أن يكون معنى الحديث أنه يبرز من أهوال يوم القيامة وشدتها ما يرتفع معه سواتر الامتحان فيميز عند ذلك أهل اليقين والإخلاص فيؤذن لهم في السجود وينكشف الغطاء عن أهل النفاق فتعود ظهورهم طبقا واحدا لا يستطيعون السجود قال: وقد تأوله بعض الناس فقال:

لا ينكر أن يكون الله سبحانه قد يكشف لهم عن ساق لبعض المخلوقين من ملائكته أو غيرهم فيجعل ذلك سببا لبيان ما شاء من حكمه في أهل الإيمان وأهل النفاق».

قال الخطابي: «وفيه وجه آخر لم أسمعه من قدوة وقد يحتمله معنى اللغة سمعت أبا عمر يذكر عن أبي العباس أحمد بن يحيى النحوي فيما عده من المعاني المختلفة الواقعة تحت هذا الاسم، قال: والساق النفس، ومنه قول علي ، حين راجعه أصحابه في قتل الخوارج فقال: «والله لأقاتلنهم حتى ولو تلفت ساقي» يريد نفسه.

وقال أبو سليمان: وقد يحتمل على هذا أن يكون المراد التجلي لهم وكشف الحجب عن أبصارهم حتى إذا رأوه سجدوا له قال: ولست أقطع به القول، ولا أراه واجبا فيما أذهب إليه من ذلك».

قال المؤلف: هذا القول أحسن الأقوال إن شاء الله، وقد جاء فيه حديث


(١) برقم (٤٩٩١).
(٢) هذا تأويل للحديث عن معناه الحقيقي، ومذهب السلف الأخذ بظاهر الحديث دون تشبيه ولا تعطيل ولا تأويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>