للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من حرمته، والرابح من أوهبته، والخاسر من عذبته، أسألك باسمك العظيم ووجهك الكريم، وعلمك المكنون الذي بعد عن إدراك الأفهام، وغمض عن مناولة الأوهام، باسمك الذي جعلته على الليل فدجى، وعلى النهار فأضاء وعلى الجبال فدكدكت، وعلى الرياح فتناثرت، وعلى السموات فارتفعت، وعلى الأصوات فخشعت، وعلى الملائكة فسجدت، اللهم إني أسألك إن كنت قضيت حاجتي وأنجحت طلبتي، فألحقني بصواحباتي، ثم صاحت صيحة فارقت الدنيا، رحمة الله علينا وعليهم وعلى جميع المسلمين أجمعين، آخر الحكاية والله أعلم والحمد لله رب العالمين.

وروي من حديث أنس بن مالك أن رسول الله قال: «من دخل المقابر فقرأ بسورة يس خفف الله عنهم وكان له بعدد من فيها حسنات» (١).

ويروى عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أنه أمر أن يقرأ عند قبره سورة البقرة (٢).

وقد روي إباحة قراءة القرآن عند القبر، عن العلاء بن عبد الرحمن. وذكر النسائي وغيره، من حديث معقل بن يسار المدني، عن النبي أنه قال: «اقرءوا يس عند موتاكم» (٣). وهذا يحتمل أن تكون هذه القراءة عند الميت في حال موته، ويحتمل أن تكون عند قبره (٤).

قال أبو محمد عبد الحق: حدثني أبو الوليد إسماعيل بن أحمد؛ عرف بابن أفرند وكان هو وأبوه صالحين معروفين، قال: مات أبي رحمة الله، فحدثني بعض إخوانه ممن يوثق بحديثه، قال لي: زرت قبر أبيك فقرأت عليه حزبا من القرآن، ثم قلت يا فلان! هذا قد أهديته لك فماذا لي؟ قال: فهبّت عليّ نفحة مسك غشيتني وأقامت معي ساعة، ثم انصرفت وهي معي، فما فارقتني إلا وقد مشيت نصف الطريق.

قال أبو محمد: ورأيت لبعض من يوثق به قال: ماتت لي امرأة؛ فقرأت في بعض الليالي آيات من القرآن، فأهديتها لها، ودعوت الله ﷿ واستغفرت لها


(١) حديث موضوع؛ انظر «السلسلة الضعيفة» رقم (١٢٤٦).
(٢) أخرجه البيهقي (٤/ ٥٦) والمزي في «تهذيب الكمال» (٢٢/ ٥٣٨) بإسناد ضعيف؛ كما تجده مفصّلا في «أحكام الجنائز» ص ٢٤٤.
(٣) أخرجه أحمد (٥/ ٢٦ - ٢٧) وأبو داود (٣١٢١) والنسائي في «الكبرى» كتاب «عمل اليوم والليلة» رقم (١٠٩١٣) وابن ماجه (١٤٤٨) وغيرهم.
وهو حديث ضعيف؛ انظر «التخليص الحبير» للحافظ ابن حجر (٢/ ٦٤٩ - ٦٥٠) و «إرواء الغليل» (١٥٠/ ٦٨٨/٣).
(٤) والاحتمالان ساقطان لضعف الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>