للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السحرة من الجمود وتحررت من قيود الشيطان فعلموا أنهم على خطأ وضلال فآمنوا. وللرسول - صلى الله عليه وسلم - معجزات كثيرة كانشقاق القمر والإسراء والمعراج ووصف بيت المقدس لقريش، والقرآن نفسه معجزة لأنه ليس بكلام بشر، يقول الشيخ حافظ الحكمي: "الدليل على ذلك -على إعجاز القرآن- نزوله في أكثر من عشرين سنة متحدياً به أفصح الخلق وأقدرها على الكلام وأبلغها منطقاً وأعلاها بياناً قائلاً: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} (١)، وقوله: {قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ} (٢)، وقوله: {قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ} (٣)،

فلم يفعلوا ولم يجربوا ذلك مع شدة حرصهم على رده بكل ممكن مع كون حروفه وكلماته من جنس كلامهم الذي به يتحاورون وفي مجاله يتسابقون ويتفاخرون، ثم نادى عليهم ببيان عجزهم وظهور إعجازه: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (٤) " (٥).

ولأن كل إنسان يملك هذا العقل والتفكير إلا من أخذه الله منه كالمجنون، فإنه يستطيع تحريكه كما قال الأعرابي: البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج، أفلا تدل على اللطيف الخبير؟!


(١) سورة الطور، الآية: ٣٤.
(٢) سورة هود، الآية: ١٣.
(٣) سورة يونس، الآية: ٣٨ ..
(٤) سورة الإسراء، الآية: ٨٨.
(٥) ٢٠٠ سؤال في العقيدة، حافظ أحمد آل حكمي، ص ٥٤.

<<  <   >  >>