للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الحق، من خلال تدبره لما حوله وما وقع منه، وبالاستنتاجات العقلية والمنطقية من منطلق الفطرة التي فطر الله بها خلقه، وهي عبادة الله، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويشركانه" (١).

"والدلائل التي تحرك هذه الفطرة وتشير إلى وجود الله تعالى أكثر من أن تحصى، إنها تنبعث من كل شيء على وجه الأرض، بل ومن كل شيء في السماء، أضف إلى ذلك النظام البديع والدقة المتناهية في صنع هذه المخلوقات، والترتيب في سيرها وحركتها، فيدرك الإنسان بعقله وبصيرته أن هذا النظام وذلك الإبداع لا يمكن أن يحدث من غير مُحدث أو يوجد من غير مُوجِد؛ لأن تلك المخلوقات عاجزة عن إيجاد ذلك النظام الدقيق والترتيب المحكم من تلقاء نفسها" (٢).

قال تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (٣)، ومن المعلوم أن كل كائن من الكائنات الحية له فطرة فطره الله عليها إلا أن الله - سبحانه وتعالى - ميز الإنسان بالعقل عن سائر الكائنات.


(١) صحيح مسلم، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين، رقم ٦٧٥٨، ص ١١٥٨.
(٢) منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام، حمود أحمد الرحيلي، ١/ ٣٣٦.
(٣) سورة الروم، الآية: ٣٠.

<<  <   >  >>