للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مما يتعظ به الإنسان ويعمل به ويعتبر ليستدل به على غيره" (١).

والقصة لون من ألوان الأدب قديماً عند الشعوب والأمم المختلفة، وقد وضعت الملاحم لتروي قصص وحكايات الشعوب.

وقد كان أفضل وأصدق القصص ما جاء به القرآن الكريم، والقصة في القرآن الكريم متميزة عن سائر أنواع القصص بأنها منزهة عن أي نقص في شكلها ومضمونها، ومنزهة عن الخيالات والأوهام والأساطير والأباطيل، وهي عفيفة الأسلوب، طاهرة اللفظ والمعنى، حيية السياق والعرض، بارعة التركيب، سامية القصد، حسنة الهدف، وهي تضم إلى جانب الإيضاح والتعليم والنصح جوانب الإقناع الذهني والنفسي والعلمي والأدبي، وتضم إلى جانب عرض الحقائق الدينية الحقائق التاريخية والاجتماعية والثقافية (٢). وقد ذكر في القرآن الكريم الكثير من القصص، منها قصص الأنبياء ومنها غير ذلك، وقد أشار الله - سبحانه وتعالى - إلى أهمية القصص في الاعتبار والتفكر، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (٣)، وقال: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (٤). وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقص على الناس القصص


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الأثير، حرف العين، باب العين مع الباء، ص ٥٧٣.
(٢) انظر: أساليب الدعوة إلى الله في القرآن الكريم، أبو المجد سيد نوفل، (مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، العدد ٥٢، شهر شوال، ذو القعدة - ذو الحجة، ١٤٠٢ هـ).
(٣) سورة يوسف، الآية: ١١١.
(٤) سورة النمل، الآية: ٧٦.

<<  <   >  >>