للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليتعظوا، وقد أمره الله بذلك، قال تعالى: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (١).

وقد اتبع الصحابة - رضي الله عنهم - الرسول في قص القصص على المدعوين من القصص القرآني الذي جاء من عند الله - سبحانه وتعالى -، ومن ذلك الصحيفة التي أعطتها فاطمة بنت الخطاب لأخيها عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - وفيها سورة طه، حيث ورد فيها قصة موسى - عليه السلام - عندما كان في الوادي المقدس، فعندما قرأها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أسلم. فمن أفضل أساليب الوعظ استعمال الأسلوب القصصي؛ لأن النفس البشرية مجبولة على محبة القصة، والميل إليها، وربطها بالواقع، وحفظها أكثر من غيرها من الأساليب، وبمجرد سردها تقبل الأسماع عليها، وتتأثر بمضامينها تأثراً عظيماً؛ فالنفوس مولعة بمتابعة القصة، وتهتز لها عند سماعها، وتقبل عليها (٢)، وذلك ما حصل مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -. وأيضاً في قراءة مصعب بن عمير - رضي الله عنه - بداية سورة يوسف على عمرو بن الجموح (٣)، وفيها قصة يوسف - عليه السلام -.

ومن التذكير بالقصص للعبرة دعوة النجاشي لعمرو بن العاص عندما قال له: ويحك يا عمرو، أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق، وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى بن عمران على فرعون وجنوده؛ فذكره بقصة موسى - عليه السلام - وفرعون. وأيضاً ما ذكره عمرو بن مرة الجهني - رضي الله عنه - لقومه عن العرب فقال: (كانوا يجمعون بين الأختين، والتراث في الشهر الحرام، ويخلف الرجل على امرأة أبيه (.


(١) سورة الأعراف، الآية: ١٧٦.
(٢) انظر: البصيرة في الدعوة إلى الله، عزيز فرحان العنزي، ص ١٠٤.
(٣) انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي، ١/ ١٩٤.

<<  <   >  >>