للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالترغيب في الخير الباقي له معنى في نفس حويطب بأنه سوف يحصل عليه ما إن يسلم، وقد حصل له ذلك بعد غزوة حنين؛ فقد أعطاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - من غنائم حنين مائة بعير (١).

(٢) الوليد بن الوليد - رضي الله عنه - يستخدم أسلوب الترغيب مع أخيه خالد بن الوليد، وذلك عندما أرسل إليه كتاباً يدعوه فيه، فذكر له فيه سؤال الرسول - صلى الله عليه وسلم - عنه وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لو كان جعل نكايته وجدَّه مع المسلمين كان خيراً له، ولقدمناه على غيره"، فذكر الوليد لهذا القول وإرساله به إلى أخيه خالد بن الوليد فيه ترغيب دنيوي، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لقدمناه على غيره"، ولأن النفس البشرية تحب التقدير والتقديم وخصوصاً أمام الناس، فكان في ذلك ترغيب له بما سيكون عليه وضعه في الدنيا بين المسلمين وأنه لن يكون مهمشاً، وقد أسلم خالد - رضي الله عنه - وكان كما قال - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد أرسله في عدة سرايا وقدمه على كثير من المسلمين وسماه "سيف الله" (٢).

(٣) عندما أسلم عمرو بن مرة الجهني - رضي الله عنه - استأذن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يبعثه إلى قومه ليدعوهم فأذن له الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وعندما أتى قومه كان أول ما قال لهم هو ترغيبهم في الإسلام بما فيه من فضائل في الدنيا، فقد قال لهم فيما قال: (وآمركم بحقن الدماء وصلة الأرحام (، وهاتان الخصلتان


(١) انظر: تاريخ الأمم والملوك، الطبري، ٢/ ١٧٥؟
(٢) انظر: المغازي، الواقدي، ص ٥٩٠.

<<  <   >  >>